في خضم الأزمات التي يرزح تحتها لبنان، وفي ظل الانقسام السياسي الحاصل، والإرباكات الأمنية نتيجة التفلت الحاصل على جميع الأصعدة، سرت شائعات في الأوساط اللبنانية أنّ النيابة العامة السعودية أرسلت كتاباً إلى المدعي العام المالي علي إبراهيم طالبة توقيع الحجز على أملاك الرئيس سعد الحريري في لبنان.
مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب قال: عقب تصفية أملاك تابعة لشركة "سعودي أوجيه" التي يملكها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وبعض إخوته، بقرار من محكمة سعودية وفي مزاد علني لتسديد مستحقات على الشركة وأصحابها، بناءً على دعاوى قانونية، تسربت إشاعات غير معروفة المصدر على بعض وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، تتحدث عن طلب القضاء السعودي من المدعي العام المالي في لبنان، وبعضها تحدث عن تقديم طلب قضائي رسمي سعودي لمدعي عام التمييز، لإجراء إحصاء دقيق للعقارات التي يملكها سعد الحريري في لبنان، تمهيداً للحجز عليها وتصفيتها من خلال عرضها في مزاد علني لتسديد حسابات مستحقَّة لمُودِعين، كذلك انتشرت شائعة تتحدث عن حجز الطائرة الخاصة للرئيس الحريري، وبعدها بأيام انتشرت شائعة أخرى تفيد بالحجز على يخته للأسباب نفسها… ثم جاء الكلام الذي أطلقه رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على شاشة إحدى المحطات التلفزيونية والذي قال فيها: إنّ قراراً قد اتخذ بإغلاق منزل سعد الحريري السياسي، أي أن المسار والمسيرة السياسية للحريري قد انتهت أو على وشك.
وأشار قطب إلى أنّه من الطبيعي أنّ هذه الأخبار سواء كانت صحيحة أو شائعات سوف تترك أثراً سيئاً وسلبياً في جمهور سعد الحريري سواء داخل تيار المستقبل أو خارجه، خاصةً أنّ الساحة السنّية في لبنان هي المستهدفة سياسياً من قبل التيار الوطني الحرّ الذي يقوده جبران باسيل بروحية عدائية، أو من حزب الله الذي لا يزال يعتبر أنّه يستعيد مكانة سياسية وقيادية مفقودة طوال قرون طويلة.
وأسف رئيس المركز من عدم صدور أي بيان يؤكد أو ينفي هذه الأخبار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يترك الساحة مفتوحة أمام تأويلات كثيرة وتفسيرات متناقضة، هذا إلى جانب أن علاقاته مع المملكة العربية السعودية مقطوعة تماماً.
وأوضح قطب لموقعنا أنّ النهج الذي سار عليه الحريري في علاقاته مع القوى السنية على الساحة اللبنانية التقليدية منها أو الدينية من دار الفتوى إلى التنظيمات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية العاملة والناشطة على الساحة السنية في الفترة الأخيرة أثّر فيه سلبياً وعلى شعبيته في الساحة السنية، نتيجة التسويات التي دخلها، حرصاً منه على المصلحة الوطنية والتي فُسّرت عكس ذلك.
وأضاف أنّ تواصل الحريري مع جمهور أهل السنة لم يكن مناسباً ابداً في خضم الأزمة الاقتصادية والسياسية والأمنية وفي معمعة الانهيار المالي والأحداث الأمنية، مما أثر فيه وجعله ضعيفاً أمام الخصوم أمام جمهوره من أهل السنة الذي يريد قيادة على مستوى المواجهة والمرحلة.
وختم قطب حديثه مع موقعنا بالقول: "إنّ سعد الحريري بدأ مسيرة الأفول السياسي نتيجة مواقفه غير المناسبة وبسبب عدم تأقلمه مع الواقع اللبناني ومزاج وعقلية جمهور أهل السنة"، معبّراً عن أسفه من الوضع الذي وصل إليه الحريري والحرب السياسية التي يواجهها الحريري سواء في الداخل أو في الخارج.