نداء بوست -سليمان سباعي- حمص
اعتقل عناصر تابعون لمفرزة الأمن العسكري في مدينة “تلبيسة” ضابطاً برتبة ملازم أول من مرتبات الفرقة الرابعة بعد محاولته إدخال كمية من الحبوب المخدرة إلى المدينة بعد ظهر أمس الثلاثاء، بحسب ما أفاد مراسل “نداء بوست” في حمص.
وقال مراسلنا: إن الضابط المعتقل حاول الإيقاع بأحد أكبر مروجي الحبوب المخدرة والحشيش بريف حمص الشمالي المدعو “أيمن الناجي” والذي يعمل تحت إشراف رئيس فرع الأمن العسكري في حمص العميد محمد سليمان قنا، الأمر الذي دفع الناجي للتواصل مع العميد وإبلاغه بما جرى ليتم إرسال دورية أمنية مؤلفة من سيارة رباعية الدفع، يرافقها ما يقارب 15 عنصراً لإلقاء القبض على الملازم أول ومن ثَم تسليمه للفرع 261 في حمص.
مصدر مسؤول قال لمراسلنا: إن منطقة ريف حمص الشمالي تحوَّلت لبؤرة لتوزيع المخدرات بين الأهالي يقودها المدعو أيمن الناجي المقرب من السلطة الأمنية، والذي سبق وشغل منصب قائد ميداني ضِمن صفوف ميليشيا لواء القدس التابع لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية بأن عناصر المفارز الأمنية المتواجدة في المنطقة تحصل بشكل شهري على رواتب مالية من أرباح بين المخدرات لأبناء المنطقة من قِبل “الناجي” وذلك لقاء غضّ الطرف عن ممارساته في المنطقة، ناهيك عن الدعم الذي يتلقاه من العميد رئيس فرع الأمن العسكري “سليمان قنا” لتسهيل وصول الحبوب من قِبل ميليشيا “حزب الله” إليه ليعمل على بيعها وتزويد رئيس الفرع بالنسبة الأكبر من الأموال الناتجة عن عملية بيع المخدرات.
في سياق متصل قال محمد. س أحد أهالي مدينة “تلبيسة”: إن ما يجري في المدينة هو عبارة عن مخطط مسبق من قِبل أجهزة المخابرات، وميليشيا “حزب الله” اللبناني ومن خلفها إيران، يهدف لتدمير الأخلاق التي عجزت عنها آلة الحرب سابقاً، مشيراً إلى أن سعر حبة الكبتاغون المتدني يساهم في إقبال فئة الشباب على شرائها، ناهيك عن بيع كفوف الحشيش للشباب دون أي رقابة تُذكر “وعلى عينك يا تاجر” من قِبل مروجي شبكة المخدرات التي يُديرها أيمن الناجي.
وتسبب انتشار المخدرات في قرى ريف حمص باتساع رقعة السرقات، والاختطاف بين الأهالي بقصد طلب الفدية، وذلك بعدما عجر المدمنون عن تأمين الأموال اللازمة لشراء احتياجاتهم من الحبوب والحشيش، ناهيك عن انتشار ظاهرة الدعارة وسط المجتمع الريفي الذي كان أبعد ما يكون عن الخوض في مثل هذه التجارب قبل دخول الميليشيات الإيرانية إلى المنطقة.
يُشار إلى أن حبّة الكبتاغون الواحدة لا يتعدى ثمنها الـ 500 ليرة سورية، بينما لا يتجاوز بدوره كفّ الحشيش الذي يزن 350 غراماً خمسة وثلاثين ألف ليرة سورية، وهو سعر يُعتبر بمثابة المجاني بالمقارنة مع أسعاره خارج المنطقة والسبب يعود إلى وجود خطة ممنهجة لجرّ أبناء المنطقة إلى هاوية التعاطي التي ستتسبب بفساد جيل كامل من الشباب.