نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
“لم يَعُدْ تعاطي المخدرات سراً في درعا، بعد وصوله إلى المدارس وهذا ما يُشكّل الخطر الأكبر على بِنْية المجتمع السوري”.
بهذه العبارات يتحدث أحمد الحايك لـ “نداء بوست” وهو مُدرس في إحدى مدارس ريف درعا الغربي التي وجد تجار المخدرات طريقهم إليها مستغلين الفوضى الأمنية التي تسيطر على المحافظة وغياب الرقابة.
ويقول “الحايك”: لقد تم ضبط حالات تعاطٍ للحبوب المخدرة يتم ترويجها عبر أشخاص مرتبطين بميليشيا حزب الله بين المراهقين ذكوراً وإناثاً في عدد من مدارس الريف الغربي للمحافظة مستغلين الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها عائلات بعض الشبان مما يدفعهم لترويج تلك السموم بين زملائهم مقابل مبالغ مالية.”
من جانب آخر يقول مرشد اجتماعي في إحدى المدارس يدعى “سامي عياش”: إن تجارة المخدرات تنتشر بشكل كبير في كافة مناطق المحافظة وبعد أن كانت سرية للغاية وتوزع ليلاً على المتعاطين باتت اليوم تُوزع وتُباع بشكل علني.
كما يشير “عياش” إلى أنها تنطلق من بؤر المروجين المدعومين من قِبل أجهزة النظام السوري الأمنية لكن أكثرها خطراً تلك التي باتت تُروج على الطلاب في المدارس دون أي رادع أو جهة لتقديم الشكوى”.
ويقول أيضاً مدير مدرسة ثانوية للبنين “علاء القبلاوي ” معلقاً: إن عدداً من المعلمين في المدرسة لاحظوا نشاطاً مفرطاً وسلوكاً غريباً لبعض الطلاب وأخبروني بذلك فقمت باستدعائهم وسؤالهم عن تلك التصرفات ليخبروني أن أحد أصدقائهم يقوم ببيعهم حبوب “الكبتاغون” أو ما يسمى محلياً (يا مسهرني) كي يستطيعوا السهر ساعات طويلة دون الشعور بالنعاس لا سيما في فترة الامتحانات الحالية”.
وتنتشر المواد المخدرة في درعا بأنواع مختلفة منها الحشيش وحبوب “الكبتاغون” وأسوأها مادة الكريستال والكوكايين ورغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تلقى رواجاً وانتشاراً حيث يتم الحصول عليها من قبل مروجين تدعمهم مجموعات خاصة تعمل لصالح حزب الله اللبناني في درعا.
أما الأخرى فتكون تحت إشراف ضباط في الفرقة الرابعة وأجهزة النظام الأمنية في مقدمتها جهاز الأمن العسكري وعلى رأسه العميد لؤي العلي الذي يهندس عمليات بيع وتوزيع المخدرات وتنشيط ترويجها في المحافظة بل وتجميعها وتصديرها إلى دول الجوار لا سيما الأردن الذي أعلن مراراً إحباط محاولات تهريب المخدرات من سورية إلى أراضيه.
يُذكر أن محافظة درعا أصبحت بؤرةً لتصنيع وتجارة المخدرات وترويجها كما أن تعاطيها أدى إلى وقوع جرائم قتل وحوادث كثيرة بسبب الإدمان المفرط عليها لعدم إدراك وعي المتعاطين، فضلاً عن انتشار السرقات بشكل لافت في الآونة الأخيرة؛ إذ إن أغلب اللصوص الذين تم القبض عليهم كان دافعهم تأمين ثمن شراء المواد المخدرة والحصول عليها من قِبل المروجين الذين يستهدفون بتجارتهم نشر السموم القاتلة بين فئة الشباب فوق 18 عاماً والمراهقين تحت 16.