أثار المشروع الذي بدأته الولايات المتحدة في شمال شرقي سورية مؤخراً، مخاوف كوادر حزب العمال الكردستاني المتواجدة ضمن صفوف ”قسد”، حيث تسعى واشنطن إلى توسيع مشاركة العرب في مؤسسات المنطقة.
ويقوم المشروع الأمريكي على تطعيم مؤسسات ”الإدارة الذاتية”، التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي ”PYD”، بالمكون العربي بالدرجة الأولى، وبقية المكونات الأخرى في شمال شرقي سورية.
وبحسب مصادر إعلامية فإن الولايات المتحدة تعتزم بناء تحالف جديد بين ”مسد” وأطراف سورية معارضة أخرى، بهدف مشاركة المكون العربي في المؤسسات القائمة شمال شرقي سورية سواء في الجانب الإداري والسياسي أو الجانب العسكري.
وفي الدرجة الأولى، تهدف الولايات المتحدة من هذا المشروع إلى تبديد مخاوف تركيا بخصوص هيمنة PKK على المنطقة، وكذلك مخاوف العرب في شمال شرقي سورية من خلال مشاركة واسعة لهم في المؤسسات.
وترددت أنباء غير مؤكدة أن وفداً أمريكياً التقى بقائد فصيل ”لواء ثوار الرقة” أحمد علوش الملقب بـ”أبي عيسى”، وتم خلال اللقاء الذي عقد في مقر ”الفرقة 17” مسألة إعادة تشكيل فصيله المنحل ودعمه مادياً ولوجستياً، وذلك بالتزامن مع بدء قوات التحالف الدولي بإنشاء قاعدة جديدة لها في الرقة.
كما زعمت مصادر محلية إرسال التحالف الدولي في العاشر من الشهر الحالي، معدات عسكرية إلى مقر ”الفرقة 17”، ومن ثم تم تسليمها إلى اللواء.
وأدت الخطوات الأمريكية هذه إلى حدوث قلق داخل كوادر حزب العمال الكردستاني من تحجيم دور ”قسد” في المنطقة، أو أن يكون دعم ”لواء ثوار الرقة” مقدمة لتفكيك ”قسد” واستبدالها بتشكيلات من المكونات العربية المحلية.
وعلى ضوء تلك التطورات، طلبت كوادر PKK من ”قسد” عقد اجتماع طارئ مع قائد ”لواء ثوار الرقة”، وهو ما جرى بالفعل بحضور مسؤولين أمريكيين.
وخلال اللقاء طلبت ”قسد” إبقاء ”لواء ثوار الرقة” تحت مظلتها، وأن يتفرغ لمواجهة النفوذ الإيراني في منطقة البادية.
و”لواء ثوار الرقة”،هو تشكيل كان يتبع لـ”الجيش السوري الحر”، وانضم فيما بعد إلى “قسد”، إلا أن الأخيرة ضيقت عليه وفككته، وفرضت على قائده الإقامة الجبرية بعد استعادة الرقة من سيطرة تنظيم ”داعش” عام 2018، وبعد وساطة عشائرية تم إلغاء الإقامة الجبرية عليه بعد عامين من فرضها.