نداء بوست – سليمان سباعي- حمص
تستعدّ ربات البيوت في العَشْر الأواخر من شهر رمضان المبارك للبدء بالعمل على تصنيع حلويات العيد كما جرت العادة سابقاً، حيث تتفنن كل واحدة منهن على حدة لإظهار براعتها بتصنيع أقراص العيد والبيتفور والكعك الليبي والمعمول وغيرها الكثير من أصناف المعجنات التي ارتبط اسمها بشهر رمضان.
طقوس ربما تحل بشكل خجول على سفر الإفطار في أول أيام عيد الفطر بين أهالي حمص، وذلك نظراً لارتفاع كلفة تحضيرها على الصعيد المادي، لا سيما أن قاطني مناطق سيطرة النظام يعانون من وضع اقتصادي ومعيشي مُزْرٍ”.
وكان تصنيع حلويات العيد سابقاً يتمتع بطقوس اجتماعية فريدة إذْ تجتمع النسوة كل يوم في منزل إحداهن للعمل بشكل جماعي، ومساعدة بعضهنّ البعض على تصنيع الحلويات، وتقديم المشورة بحسب خبراتهن المكتسبة بهذا المجال.
أم محمد ربة منزل من حي الوعر قالت: إن رائحة المعجنات التي كانت تفوح بين الأزقّة والشوارع بمثل هذا التوقيت من العَشْر الأواخر من شهر رمضان باتت غائبة بشكل كبير خلال هذا العام، مضيفة أن السبب واضح للجميع وهو ارتفاع أسعار المستلزمات الأساسية من طحين وسكر والسمنة النباتية والتمور بمختلف أنواعها.
وأجرى مراسلنا في حمص جولة على محلات بيع مستلزمات معجنات العيد والتي أظهرت ارتفاع سعر كيلو المحلب وهو مادة أساسية لصناعة “أقراص العيد” لما يقارب 75 ألف ليرة للكيلو الواحد، وسعر كيلو السمنة النباتي لـ 21 ألف ليرة، وسعر كيلو الطحين 2500 ليرة، بالوقت الذي يستمر سعر السكر بالصعود ليبلغ 4000 ليرة للكيلو الواحد.
حلول بديلة يرفض أرباب الأسر التوجّه إليها
لم يدّخر أصحاب محلات المعجنات في محافظة حمص الجهد للبدء بتصنيع مختلف أنواع الحلويات الرمضانية مع ثقتهم بعدم قدرة الأهالي على تصنيعها في المنازل بحسب العادة، وبدؤوا الإعلان عن استعدادهم لتصنيع الحلويات بحسب طلبات الأهالي، إلا أن هذه الخطوة لم تجد إقبالاً من أرباب الأسر بسبب ارتفاع سعرها.
سامح. ع أحد سكان حي القصور قال: إن المتعة الحقيقية بتناول معجنات وحلويات العيد تنطلق من كونها تُصنّع منزلياً، حيث يتم تبادل الأصناف بين الجيران للتذوق والحكم على أفضل “صانعة لمعجنات العيد” وهنا تكمن الروح التنافسية بين النسوة.
وأضاف أنه فكّر بالتوجه إلى محلات بيع الجاهز إلا أنه صُدم بالأسعار بعدما تبين له أن سعر القرص الواحد 1000 ليرة سورية، وسعر كيلو المعمول 9000 ليرة، وسعر كيلو البتيفور والغريبة 11500 ليرة سوية، الأمر الذي أدى للتراجع عن فكرة الشراء، ناهيك عن طريقة تصنيعها التجارية إذ لا تجد فرقاً بين طعمها باعتبار أن المكونات موحّدة يضاف إليها بعض المنكهات لا أكثر.
فرحة الأطفال هي الأساس
الحاجة أم أنور في العقد الخامس من عمرها قالت إنها لن تفوّت الفرصة على نفسها لإدخال السعادة لقلوب أبنائها، ومن هذا المنطلق أكّدت نيتها بالتمسك بعادات العيد، مشيرة إلى أنه ليس من الضروري تصنيع الحلويات بالكمية المعتادة، أي أنها ستقوم بصنع الحلويات لكن بكميات أقل.
وأضافت الحاجة أن ابناءها البالغين أبدوا استعدادهم لتحمل كلفة حلويات العيد المادية بشكل متساوٍ باعتبار أن كلفة تحضيرها للعائلة الواحدة تتخطى حاجز الـ 200 ألف ليرة سورية.
تجدر الإشارة إلى أن أهالي حمص يشتهرون بتصنيع أقراص العيد بصنفيه المحشو بالتمور والسادة والذي يعتبر أحد أبرز الضيافات للزائرين صباح يوم العيد، إلا أن ارتفاع الأسعار والغاز والكهرباء التي تحتاجها النسوة لخبز المعجنات قد أدى إلى غيابها عن موائد الضيافة.