“نداء بوست” -عواد علي- بغداد
اقتحمت مجاميع كبيرة من الأشخاص في بغداد، ليلة أمس الأحد، الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة الكرادة بالعاصمة، وقامت بحرقه احتجاجاً على تغريدة نشرها شخص يُدعى دكتور “نايف الكردستاني” أساء فيها إلى المرجعية الدينية الشيعية في النجف، وتدخلت القوات الأمنية في محاولة لإخماد النيران التي اندلعت داخل المقر.
وقال الحزب في بيان، اطّلع عليه “نداء بوست”: “بعد أن قامت تلك المجاميع بالتجاوز والإساءة إلى الرموز القومية، أضرمت النيران ببناية الفرع الخامس لحزبنا وأحرقوا جميع الأثاث المكتبي والسجلات الخاصة بالمقر، فضلاً عن سرقة بعض المستندات والهويات التي كانت في داخل المكاتب”.
وأضاف “نعلن للجميع أن الشخص المذكور ليس له أية علاقة أو انتماء بالحزب الديمقراطي الكردستاني، لا من قريب ولا من بعيد، وأن تغريدته تمثل رأيه الشخصي، وليس له أية صلة بحزبنا الذي يؤمن إيماناً حقيقياً بالتعايش السلمي، واحترام المعتقدات الدينية والمذهبية”.
وأعلن الفرع الخامس للحزب، اليوم الإثنين، غلق مقره وإيقاف نشاطاته، احتجاجاً على ما تعرض له من حرق وتحطيم للممتلكات.
وتابع قائلاً: “من هذا المنطلق وبما أن مقر حزبنا أُحرق للمرة الثانية من دون اتخاذ إجراءات الحماية المطلوبة من قبل الأجهزة الأمنية، فقد قررنا إغلاق المقر، والإبقاء على شواهد الاعتداء والتخريب التي حصلت على يد تلك المجاميع، وإيقاف جميع نشاطات الفرع السياسية والمدنية تعبيراً عن مظلومية أعضاء وكوادر حزبنا، وعلى همجية مَن يخلّ بالنظام العامّ، والتجاوز على الممتلكات المدنية إلى حين تقديم الحكومة ضمانات أمنية كافية لنا لمعاودة العمل التنظيمي والسياسي فيه”.
واختتم بالقول: “نكرر إدانتنا وشجبنا لأي تجاوُز أو إساءة للمرجعيات الدينية، وفي عين الوقت ندين ونشجب الاعتداء الذي طال مقرنا، مطالبين جميع القوى السياسية الوطنية العراقية بإدانة هذه الممارسات البعيدة عن الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية للحيلولة دون تكرارها”.
من جانبه، أدان الزعيم الكردي مسعود بارزاني، اليوم الإثنين، بشدة ما اعتبرها إساءةً للمرجعية الدينية، مؤكداً أن التجاوز عليها ليس من أخلاق أو سلوكيات شعب كردستان.
وأشار بارزاني إلى اعتقال الشخص الذي ارتكب الإساءة للرموز الدينية، وجرى تقديمه للقضاء، وسينال جزاءه العادل. وندد في الوقت ذاته بشدة بعملية إحراق مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد، التي تكررت للمرة الثانية.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد وجَّه بحجز الضبّاط المقصّرين في واجبهم وعزلهم عن مهامهم، من أجل تعزيز روح الالتزام بالواجب، وذلك في تعليقه على الحادث.
وأعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق، عن اعتقال الشخص الذي نشر التغريدة. وقالت، في بيان: إنه “بعد أن قام شخص باسم نايف كردستاني بنشر تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض فيها لموقع المرجعية المقدسة، قامت القوات الأمنية في إقليم كردستان، وبأمر مباشر من وزير الداخلية، بإلقاء القبض على المذكور، وتسليمه للجهات القضائية لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه”.
وأضافت أن “حرية التعبير لا تعني التجرؤ على المساس بالرموز الدينية والوطنية وأن التطاول عليهم وبالأخص مقام المرجعية ليس مقبولاً ولا يمكن السكوت عليه”، مؤكدةً أن “المذكور لا يمثّل إلاّ نفسه، وموقف حكومة إقليم كوردستان والشعب الكردستاني واضح وصريح في احترام، وتجليل دور المرجعية الرشيدة في العراق والعالم الإسلامي وسيبقى كذلك”.