نداء بوست – أخبار سورية – إدلب
في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، أعلن تنظيم "داعش"، تعيين عبد الله قرداش، الملقب بأبي إبراهيم القرشي زعيماً له خلفاً لأبي بكر البغدادي الذي لقي حتفه في عملية أمريكية في السابع والعشرين من الشهر ذاته في منطقة "باريشا" شمال إدلب.
وتؤكد المعلومات الاستخباراتية أن الاسم الحقيقي للقرشي هو أمير محمد سعيد الصلبي المولى، وُلد عام 1976 في منطقة المحلبية في محافظة نينوى شمالي العراق، وكان ضابطاً في جيش صدام حسين، وفقاً لمجلة نيوزويك الأمريكية.
وتشير المعلومات إلى أنه اعتُقل أواخر عام 2007 أو أوائل عام 2008، في سجن بوكا بمحافظة البصرة، حيث كان شرعياً في تنظيم "القاعدة"، التي التحق بها بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كما كان مقرباً من القيادي أبي علاء العفري نائب البغدادي الذي قُتل عام 2016.
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" أنه أثناء جلسات الاستجواب السرية في سجن بوكا، كان يجري وصف القرشي بأنه سجين "نموذجي متعاون"، حتى أنه بدا وكأنه يبذل قصارى جهده ليكون مفيداً، خاصة عندما تعرض عليه فرصة للإبلاغ عن منافسيه داخل تنظيمه، الذي كان يعرف آنذاك "بدولة العراق الإسلامية".
ووفقاً للصحيفة، فقد قدم القرشي على مدار عدة أيام من استجوابه عام 2008 توجيهات دقيقة حول كيفية العثور على المقر السري للجناح الإعلامي للتنظيم، وصولاً إلى أدق التفاصيل مثل لون الباب الأمامي للمقر.
ورسم "القرشي" خرائط للمكان الذي يسكن فيه القائد الثاني للمجموعة ويدعى أبو قسورة وهو سويدي من أصل مغربي، قبل أن يتمكن الجيش الأمريكي من قتله في غارة على مدينة الموصل، بعد أسابيع من حصوله على هذه الخرائط.
وتقول الصحيفة وفقاً للوثائق السرية التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، فقد كان القرشي مخبراً غزير الإنتاج، قدم عشرات التفاصيل التي لا تُقدر بثمن، وساعد من يحاربون التنظيم الذي يرأسه الآن.
وقال كريستوفر ماير، مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة إن: "القرشي واسمه الحقيقي أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى فعل الكثير لإنقاذ رقبته، وكان لديه سجل طويل من العداء تجاه الأجانب في تنظيم داعش".
وبحسب الصحيفة فإن القرشي عراقي الجنسية، كان يبلغ 31 عاماً حين اعتقل أواخر 2007 أو مطلع 2008، وخضع لعشرات الاستجوابات من قِبل المسؤولين العسكريين الأمريكيين، وأن التاريخ الدقيق لإطلاق سراحه غير معروف لكن سجل استجوابه توقف في تموز/ يوليو 2008.