نداء بوست – ريحانة نجم – بيروت
اختتم وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت، والتي حمل خلالها رسالة خليجية إلى المسؤولين اللبنانيين تتضمن إجراءات وأفكاراً لإعادة بناء الثقة مع لبنان وترميم العلاقات الدبلوماسية.
الصباح أكد بعد سلسة لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون، نبيه بري، ونجيب ميقاتي، ووزير الداخلية بسام المولوي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب رسائل عربية وخليجية ودولية بأن لبنان غير متروك شرط التزامه ثوابته التاريخية بالانتماء العربي وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى لا سيما العربية منها والالتزام بقرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية.
ونقل الوزير الصباح إلى الرؤساء ورقة أفكار عامة من عشرة بنود لطي صفحة الماضي مع دول الخليج وفتح صفحة جديدة، وترتكز المطالب على التزام لبنان مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي، وإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة اللبنانية، واعتماد سياسة النأي بالنفس وإعادة إحيائها بعد تعرضها لشوائب وتجاوزات كثيرة، واحترام سيادة الدول العربية والخليجية ووقف التدخل السياسي والإعلامي والعسكري في أي من هذه الدول.
وتضمنت البنود أيضاً، احترام قرارات الجامعة العربية والالتزام بالشرعية العربية، والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرارين 1559 و1701، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، واتخاذ إجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر الحدودية اللبنانية، ومنع تهريب المخدرات.
كما تنص المبادرة على اعتماد سياسة أمنية واضحة وحاسمة توقف استهداف دول الخليج من خلال عمليات تهريب المخدرات، والطلب من الحكومة اللبنانية أن تتخذ إجراءات لمنع حزب الله من الاستمرار بالتدخل في حرب اليمن، واتخاذ لبنان إجراءات حازمة لمنع تنظيم أي لقاءات أو مؤتمرات من شأنها أن تمس بالشأن الداخلي لدول الخليج، كما حصل في الفترة الماضية لجهة تنظيم مؤتمر للمعارضة البحرينية والمعارضة السعودية.
وإثر لقائه الرؤساء الثلاثة أكّد الصباح على أنّ دول الخليج لا تتدخّل أبداً بالشّؤون الدّاخليّة للبنان، وجدّد التأكيد على مضمون ما حمله خلال زيارته لناحية تعاطف وتضامن ومحبّة للشّعب اللبناني، ورغبة الخليج بتطبيق سياسة النأي بالنفس وألّا يكون لبنان منصّة لأيّ عدوان لفظي أو فعلي، إضافة إلى رغبتهم بأن يكون لبنان مستقراً، آمناً وقوياً، فقوّته هي قوّة للعرب جميعاً".
الرئاسة اللبنانية أعلنت أن الرئيس ميشال عون أبلغ وزير خارجية الكويت ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقاً من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.
وشكر عون الوزير الكويتي على المبادرة التي نقلها والتي تعكس العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بالكويت، لا سيما أن هذه المبادرة تحظى بدعم خليجي وعربي ودولي بهدف إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج.
وفي سياق الزيارة، نقل الوزير الكويتي إلى الرئيس ميقاتي دعوة لزيارة الكويت من رئيس الحكومة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، على أن يحدد موعد الزيارة لاحقاً، كما تم الاتفاق على أن يزور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الكويت في التاسع والعشرين من الشهر الحالي لمتابعة البحث.