نداء بوست- أخبار سورية- المفرق
قبل أسابيع قليلة، مضت الذكرى العاشرة لإقامة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق الأردنية الحدودية مع سورية، والذي أصبح فيما بعدُ رمزاً لأزمة اللجوء وأكبر مخيم في الشرق الأوسط.
في 28 تموز/ يوليو عام 2012 خرجت مجموعة مكونة من 450 سوريّاً، فروا من العمليات العسكرية التي قامت بها قوات النظام في درعا عَبْر الصحراء وتحت جنح الظلام، عابرين الحدود إلى الأردن، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أصبحوا أول سكان مخيم الزعتري للاجئين.
وبعد عقد من افتتاح المخيم، تقول الأمم المتحدة: إن عدد سكانه استقر عند حوالَيْ 80 ألف شخص، ولا يزال يُعتبر أكبر مخيم للاجئين في الشرق الأوسط وواحداً من أكبر المخيمات في العالم ورمزاً لأزمة اللاجئين السوريين التي طال أمدها.
وتقصّ الأمم المتحدة قصة اللاجئ عادل طوقان الذي جاء إلى مخيم الزعتري في نيسان/ إبريل عام 2013 قادماً من مدينة الصنمين بريف درعا رفقة زوجته وطفليه الصغار.
ومنذ ذلك الحين، رُزق هو وزوجته بثلاثة أطفال آخرين، لا يعرفون شيئاً عن وطنهم، ويقول عادل: “مررت أنا وعائلتي بقدر كبير من المعاناة عندما غادرنا سورية، عبرنا أكثر من حاجز أمني وأكثر من دولة”.
ويشير إلى أن الحياة في المخيم مستقرة، من حيث الظروف المعيشية والأمن والبِنْية التحتية، والوضع التعليمي، والكهرباء المتوفرة لمدة ثماني ساعات في اليوم، وشبكة الصرف الصحي وشبكة المياه، والمواصلات.
قاسم لبد، جاء إلى المخيم في أيار/ مايو 2013 رفقة زوجته وخمسة من أبنائه، ورُزق بثلاثة أطفال في مكان إقامته الجديد، يشير إلى أنه غير متفائل في الوضع الحالي بسورية.
ويقول: “جاء الجميع لأنهم أُجبروا على البحث عن الأمان والأمن، كانت هناك معاناة، اتخذت العائلات طرقاً مختلفة، أمضينا أكثر من 72 ساعة نتنقل من قرية إلى أخرى حتى وصلنا إلى الحدود ودخلنا الأردن”.
وأضاف: “عندما أتحدث مع أطفالي عن سورية، وأخبرهم أن لدينا عائلة هناك، يسألونني: ما هي سورية؟ أشرح أن الحرب اندلعت، وأتينا إلى المخيم، أقول لهم إن البقاء هنا في المخيم ليس خيارنا: عندما تهدأ الأمور ويتحسن الوضع الأمني، سنعود إلى سورية”.
يضيف لبد: “يسألونني عن مستقبلهم هنا وما إذا كانوا سيكملون دراستهم ثم يتزوجون ويملكون منازل هنا، أجيبهم أن هذا الأمر ليس بأيدينا، بل بيد الله، وأنه كما أتينا دون تخطيط مسبق، يمكننا أيضاً العودة إلى سورية دون تخطيط مسبق”.
وأعرب لبد عن أمله في أن يتغير الوضع للأفضل في سورية، مضيفاً: “أفتقد كل شيء في سورية: الهواء والماء، والطفولة، والذكريات، والآباء والأقارب”.
بحسب الأمم المتحدة فقد تم تسجيل أكثر من 20 ألف ولادة في مخيم الزعتري، ما يعادل ولادة حوالَيْ 40 طفلاً كل أسبوع، ويشكّل الأطفال نصف سكان المخيم والعديد منهم لم يتجاوزوا حدود المخيم.
تجدر الإشارة إلى أن بيانات المسح التي تجريها الأمم المتحدة تظهر أن غالبية سكان المخيم ما زالوا يرغبون في العودة إلى سورية في المستقبل، في حين يعتقد معظمهم أنها لا تزال غير آمنة في الوقت الحالي، إلا أن الشوق لبلدهم لا يزال قوياً، حتى بين الجيل الجديد الذين لم يروا وطنهم من قبل.