المصدر: وكالة نقابة الأخبار العبرية (جي. إن. إس)
ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: دايفيد إسحق
من المُحتمل أن تكون الموضوعات الرئيسية هي إيران، والتحالف الأمني في الشرق الأوسط، ومستقبل السلطة الفلسطينية، والمثلث الروسي “الأوكراني – السوري”، وتحالف “I2U2”.
من المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل في 13 تموز/ يوليو. وعن هذه الزيارة قال محللون: إن من بين الموضوعات الرئيسية التي ستتم مناقشتها سيكون التهديد الإيراني.
وبحث موضوع تحالُف أمني بين إسرائيل ودول الخليج بالإضافة لمواضيع أخرى على رأسها قنصلية الولايات المتحدة في القدس والحالة الصحية السيئة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى جانب بحث موضوع ذي ثلاثة أبعاد يتعلق بـ “روسيا – سورية – أوكرانيا” وأيضاً البتّ بشأن تحالُف عالمي جديد يُسمّى “I2U2” وهو التحالف الذي يضمّ الهند.
التهديد الإيراني
لقد توقفت المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد مع إيران منذ شهر نيسان/ إبريل عندما قالت الجمهورية الإسلامية: إنها لن تعود إلى المحادثات في فيينا مع القوى الغربية.
وقال جوناثان رينولد، رئيس قسم الدراسات السياسية في جامعة بار إيلان: إن إسرائيل تريد من الولايات المتحدة الإجابة على سؤال حول كيف تُخطط للردّ إذا لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق واستمرت إيران في تخصيب اليورانيوم؟
وقال رينولد: “إذا كان هناك اتفاق، فإسرائيل تريد أن تعرف،” كيف ستتعامل مع حقيقة تحوّل إيران من دولة يمكن أن تمتلك القدرة النووية في غضون بضع سنوات، إلى إمكانية امتلاكها القدرة النووية في غضون أسابيع؟”.
من الواضح أن إدارة بايدن اعتقدت أنه سيكون من الأسهل عقد صفقة مع الإيرانيين ويبدو أن هذا هو الحال الآن، كما قال رينولد، وهي (الإدارة) الآن “تشك بشكل متزايد” في إمكانية التوصّل إلى اتفاق.
وقد صاغ إيمانويل نافون، الباحث البارز في معهد القدس للدراسات الأمنية (JISS)، ذلك بعبارات أقوى، قائلاً: إن الولايات المتحدة “فقدت أي أمل أساساً” في التوصّل إلى اتفاق. لذلك ستُركّز واشنطن الآن على إستراتيجية جديدة، وهي “الخطة ب” للتعامل مع الملالي، على حدّ قوله.
تحالُف الأمن الإقليمي.
ويعتقد نافون أن هذه “الخطة ب” ستكون تحالُفاً أمنياً بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول الخليج.
وقال: إنه بينما لن يكون تحالفاً رسمياً مثل الناتو (منظمة حلف شمال الأطلسي)، الذي يُلزم الأعضاء بالدفاع عن بعضهم البعض في حالة الهجوم، إلّا أنه سيتضمن “مستوًى عالياً من التنسيق بين الأعضاء”.
وقال: إن مثل هذا التنسيق سيشمل “الإنذار المبكر والردود المشتركة على الهجمات المحتملة من إيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة”، وعلى رأسها حزب الله في لبنان.
وقال: إن فكرة التحالُف تطورت “ببطء وتدريجياً” مع تلاشي احتمالية التوصّل إلى اتفاق جديد مع إيران. ففي أعقاب اتفاقيات “أبراهام”، أصبح من الواضح أنه “يجب رفع مستوى التنسيق عسكرياً مع الولايات المتحدة”.
وقال يوني بن مناحم، كبير المُحللين في مركز القدس للشؤون العامة (JCPA): إن التحالف العسكري سيُركّز على مواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الإيرانية.
وقال: إن السعودية ومصر والأردن والبحرين والإمارات العربية المتحدة ستكون جزءاً من هذا التحالف.
وقال: “نتحدث عن نشر رادار إسرائيلي في هذه الدول العربية وتبادُل المعلومات الاستخباراتية والإنذار المُبكّر والتعاون لتحديد إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيّرة الإيرانية واعتراضها”.
وقال: “هذا سيحدث لأن هذا هو مصلحة كل الدول العربية وإسرائيل”، مشيراً إلى أن التدخّل الأمريكي يرجع إلى مخاوفها من وجود قوات عسكرية كبيرة في المنطقة. “فجميع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط مُعرّضة لخطر الهجوم، لذلك سيكون الأمريكيون جزءاً من هذا التحالف.”
قنصلية القدس
خفض الرئيس دونالد ترامب رتبة القنصلية في القدس، التي كانت تعمل كسفارة فعلية للسلطة الفلسطينية، في آذار / مارس 2019.
وقد قدمته وزارة الخارجية على أنه “قرار إداري داخلي” له علاقة بتحسين الكفاءة، حيث تم تحويل مهامها في السفارة الأمريكية التي تم نقلها من تل أبيب إلى القدس. ومع ذلك، فقد كان يُنظر إلى القرار على نطاق واسع على أنه دليل آخر على تضامُن الولايات المتحدة مع موقف إسرائيل بأن القدس بكاملها هي عاصمتها الرسمية.
ولكن ومع ذلك فقد احتفظت الولايات المتحدة بمبنى القنصلية وأدارت “وحدة الشؤون الفلسطينية” هناك.
بايدن يريد عكس قرار ترامب
قال بن مناحم: “سيقول بايدن للإسرائيليين إنه يخطط للمضي قدماً في مسألة القنصلية لأن هذا وعد قدّمه للفلسطينيين”، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يعتزم زيارة القدس الشرقية خلال رحلته، ومن المتوقع للإعلان عن استعادة المساعدة المالية الأمريكية لشبكة المستشفيات في ذلك الجزء من المدينة، والتمويل الذي أوقفه ترامب.
وقال بن مناحيم، في الوقت نفسه، لا يريد بايدن أي مواجهة مع حكومة إسرائيل. وبحلول موعد زيارة بايدن، ستكون إسرائيل بقيادة حكومة تصريف الأعمال على رأسها يائير لابيد من حزب يش عتيد -اليساري. وقال: “بايدن أكثر سعادة مع لبيد كرئيس للوزراء لأنه يُعتبر أكثر اعتدالاً”. “وكل شيء سوف يسير بسلاسة من أجل محاولة مساعدة لبيد”.
وأضاف نافون أن الإدارة الأمريكية أرجأت قرار القنصلية أكثر من مرة لتجنّب التنافر مع الحكومة الائتلافية عندما كانت بقيادة نفتالي بينيت من حزب يمينا اليميني حتى لا “تعطي المعارضة ذرائع”.
ولقد اتخذ بايدن بالفعل خطوات لعكس قرار ترامب واستعادة القنصلية السابقة ككيان منفصل يخدم الفلسطينيين. فقد غيّرت إدارته اسم “وحدة الشؤون الفلسطينية” إلى “مكتب الشؤون الفلسطينية”، الذي يتبع الآن مباشرة وزارة الخارجية وليس السفير الأمريكي في إسرائيل.
وأضاف نافون: “على الأرض، يعلم الجميع أن هناك قنصلية”. “ولكن طالما أن الولايات المتحدة لا تُصدر بياناً رسمياً بشأن ذلك، فلا يعتبر ذلك أمراً محرجاً للحكومة الإسرائيلية”.
واستطرد بن مناحم: “إنهم يقومون بتفريغ إعلان ترامب بشأن القدس عاصمة لإسرائيل من محتواه لأنهم يعيدون ببطء الوضع إلى ما كان عليه قبل إعلان ترامب”.
اليوم التالي لرحيل عبّاس
عبّاس، ذو الـ87 عاماً، في العام السابع عشر من ولاية مدتها أربع سنوات. مُدخّن شَرِه ويعاني من زيادة الوزن، وقد تعرّض لنوبات صحّية في الماضي. ففي عام 2019، أفادت الأنباء أن طبيباً إسرائيلياً عالجه سراً بعد أن تدهورت حالته لأسباب مجهولة. وفي عام 2018، زار أحد مستشفيات بالتيمور المتخصصة في علاج السرطان.
“على ما يبدو، حالة عبّاس الصحية ليست جيدة. وقال بن مناحم: “إنهم بالطبع ينكرون ذلك رسمياً ولكن وراء الكواليس يستعدون لخلافته”.
هناك خليفة في الأجنحة، حسين الشيخ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وبحسب بن مناحم، “هو الأقرب إلى عبّاس الذي اختاره ليكون خليفته. هناك أيضاً إجماع بين إسرائيل والولايات المتحدة والأردن ومصر ودول الخليج على أن الشيخ سيتولى زمام الأمور حتى إجراء الانتخابات “.
وتريد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تجنُّب الأزمة التي ستكون فيها السلطة الفلسطينية عند رحيل عبّاس. وقال: إن إراقة الدماء تحدث في الوقت الذي تتنافس فيه الأحزاب المتنافسة على السلطة حتى بوجود عبّاس.
وقال نافون: “سيكون هذا أحد الموضوعات الرئيسية أثناء زيارة بايدن” ولكن نافون ليس متأكداً من أن أيام عباس معدودة.
وأضاف: “هذا شيء تمت مناقشته لسنوات عديدة، لكن عبّاس لا يزال على قيد الحياة. لذلك بالنسبة لجميع النقاشات حول “اليوم التالي”، على الرغم من عمره وعلى الرغم من كونه مدخناً، يبدو أنه متمسك بالسلطة “. وقال: إن المناقشة في هذه المرحلة لا تزال “أكاديمية”، لكن نافون وافق على أن الموضوع “سيُطرح على الأرجح” خلال زيارة بايدن. وأضاف: إذا كان الأمر كذلك، فلن يعلنوا ذلك حتى لا يُحرجوا عباس”.
روسيا – سورية – أوكرانيا
تدعم روسيا رئيس النظام السوري بشار الأسد وتحتفظ بقاعدتين عسكريتين في سورية. وقد حققت إسرائيل توازُناً دقيقاً بين إظهار الدعم لأوكرانيا مع عدم إغضاب روسيا بشكل مفرط، الأمر الذي من شأنه أن يُعقّد مهمة إسرائيل لمنع ترسيخ إيران في سورية.
وقال رينولد: إن الولايات المتحدة لا تريد لإسرائيل أن تبتعد كثيراً.
“فعلى الرغم من كل الصراخ حول كيف تحتاج إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لدعم أوكرانيا، إلّا أن الأمريكيين يُدركون أنه ليس من مصلحتهم أيضاً أن تُغضب إسرائيل الروس لدرجة أن اتفاق عدم التضارب الضمني في سورية بين إسرائيل وروسيا ينهار. لأنه بعد ذلك، سوف يصبح الإيرانيون أقوى في سورية، وهذا أمر سيئ للأمريكيين أيضاً.
وأضاف أن “إسرائيل تتمتع بعلاقة جيدة ولا تزال تتحدث مع روسيا وهذا مفيد للأمريكيين”.
وقال: إن المحادثة بين بايدن ولابيد حول هذا الموضوع قد تكون مقتضبة جداً، وبعد ذلك سيقوم فريقهما بتفكيك التفاصيل، “إذا لم يكونوا قد فعلوا ذلك مُسبقاً”.
“I2U2”
“I2U2” هو عبارة عن: تكتُّل جديد يضمّ الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، وسيتمّ إطلاقه رسمياً ضِمن قمّة افتراضية لقادة تلك الدولة خلال زيارة بايدن لإسرائيل.
وقد وُصف التكتّل بأنها منتدى للتعامل مع الأمن الغذائي في أعقاب الصراع الروسي الأوكراني وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول الأعضاء.
ويعتقد رينولد أن الأمر يتعلق أيضاً بالصين، التي تعمل على تطوير علاقاتها في منطقة الخليج. وقال: “أعتقد أنه من خلال محاولة ربط إسرائيل والهند والإمارات العربية المتحدة معاً، فإن الولايات المتحدة تحاول احتواء قدرة الصين على تطوير علاقاتها هناك واكتساب نفوذ في أسواق الطاقة العالمية”.
وقال: “الأمريكيون يستيقظون على حقيقة أنه على الرغم من إنتاج الطاقة، إلّا أنهم غير معزولين عمّا يجري في السوق الأوسع من حيث التسعير، وعواقب مشاكل الإمداد، التي يمكن أن تزعزع استقرار حلفائهم”.
ولم يطرح أيّ من المحللين حلّ الدولتين كموضوع للنقاش، على الرغم من أن إدارة بايدن أكّدت التزامها بهذا النموذج.