اعتبر موقع "برايس أويل" أنّ الخلافات التي تظهر بين الحين والآخر بين أعضاء منظمة الدول المصدِّرة للنفط- أوبك، تشير إلى تعاظُم خطر تفكُّك هذه المنظمة، ما يثير مخاوف من التَّبِعات.
وجاء في تحليل استند إلى السؤال (ماذا لو تفككت أوبك؟) أعدته، إيرينا سلاف، الكاتبة المتخصصة في شؤون النفط، أن "أوبك أكثر أهمية من أي وقت مضى، فرغم أن الخلافات تَشِي أحياناً باحتمالية تفكُّكها، إلا أن أسواق النفط لن تبقى كما هي، وسيتغير واقع الحال".
تعتقد الكاتبة -بحسب الموقع- أنه بالنظرة الأولى إلى العالم من دون أوبك، قد تبدو الأمور طبيعية إلى حد ما، إذ ستحتفظ كل دولة بالاحتياطيات التي تراها مناسبة من النفط، وسيصبح التنافس في سوق النفط على أشُدّه، إذ سيسعى كل طرف للحصول على حصة سوقية أكبر من الآخر، ولكن أمن إمدادات النفط سيكون أكثر تقلباً.
ولكن حتى مع المنافسة التي قد تعني انخفاض الأسعار أحياناً، إلا أن التقلبات في سوق النفط قد تكون "حادّة"، وهو ما سيجعلها "نعمة" على الجيل الجديد من المتداولين في أسواق النفط، وَفْق التحليل.
وقال آدم روزنكواج، متخصص في أسواق النفط: إنه إذا تم حلّ أوبك غداً، فهذا يعني تقلبات كبيرة على المدى القصير، وحتى على المدى الطويل، سيكون لدى الأطراف المختلفة فائض أقل بكثير عما لديهم الآن".
وأضاف أن التقلبات في سوق النفط قد تجعل الاستثمار فيه من أجل تأمين إمدادات مستقبلية عُرْضة لعدم الاهتمام، وهو ما سيعني انعدام الأمن في تأمين العرض على المدى الطويل.
بالتوازي، خلص تحليل نشره معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، إلى أن أرقام إنتاج النفط كانت ستصير أكبر مما كانت عليه، وأن التقلبات التي ستشهدها الإمدادات التي ستتأثر بالأحداث الجيوسياسية ستكون أكثر حدة عما شهدناه خلال العقود الماضية.
وعلى صعيد الاحتياطيات، فمن دون وجود أوبك، لكانت غالبية الدول لا تمتلك نوعاً من الاحتياطيات، لتصبح المنافسة في العرض والطلب محتدمة من أجل تأمين حاجات الدول من الطاقة.
وعلى سبيل المثال، ما حصل من هجمات استهدفت منشآت نفطية سعودية في 2019، لو لم تكن هناك منظمة مثل أوبك لارتفعت الأسعار بشكل حادّ جدّاً، بسبب تأثر المعروض، ولكن تم تعويض الحاجة للنفط بإمدادات مختلفة، أو سيبقى البعض بانتظار النفط المستخرج من الصخر الزيتي الذي سيحتاج إلى فترات أكبر ليصبح متوفراً للأسواق الدولية.
ورغم الخلافات الموجودة حالياً في أوبك، وما يحصل في أسواق الطاقة، لو لم تكن أوبك موجودة لكانت طبيعة وحدة الخلافات ستصير أكبر، والأمور أسوأ بكثير عما هي عليه الآن.