نداء بوست- قسم والمتابعة والتحقيقات- أحمد عكلة
كشفت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية عن احتمالات استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسلحة النووية في أوكرانيا في حال فشله في تحقيق الانتصار بالأسلحة التقليدية في مناطق شرق أوكرانيا.
وأكد الزميل الأول في معهد “هوفر” بجامعة “ستانفورد نيل فيرغسون” للشبكة الأمريكية بالقول “تسبب هذه الأسلحة مخاطر جدية للغاية”.
كما أضاف فيرغسون في حديثه أنه “يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتجاهلها إلى حد ما بشكل عرضي للغاية”.
من جهته أكد د. محمود الحمزة وهو أكاديمي وناشط سياسي أن “استخدام السلاح النووي إذا حدث قد يحدث بشكل جزئي مثل استخدام السلاح الكيماوي في سورية أو استخدام السلاح النووي في الفلوجة من قبل الولايات المتحدة”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أنه “استبعد استخدام الروس للسلاح النووي في أوكرانيا لأن انتشاره سيشمل مناطق كثيرة و حتى المناطق التي يعيش فيها مواطنون روس ومن الصعب التمييز بين الأوكرانيين والروس وبالتالي سيثيرون نقمة غير طبيعية عليهم”.
ولم يستبعد الحمزة قيام الرئيس الروسي بأي شيء لأنه يتصرف من مزاجه ولا توجد مؤسسات مرموقة في روسيا تقدم له الاستشارة والخبرات لأن الاستشارات العسكرية والاستخباراتية التي قدمت له في أوكرانيا كانت خاطئة والدليل هو فشل الجيش الروسي في التقدم.
وبحسب الحمزة فإن الاستشارات السياسية والاقتصادية كانت خاطئة لأن الحصار الدولي غير عادي ولم يتوقعوا أن تحدث كل هذه العقوبات التي لم تترك شيئاً وأهمها نظام التحويل المالي.
ولفت السياسي السوري إلى أنه “عندما صرح الرئيس الروسي أن السلاح الروسي جاهز فإنه له هدف إعلامي وللضغط على أوروبا والغرب بالدرجة الأولى أي أننا مستعدون لاستخدام هذا السلاح في حال ضيّقتم علينا الخناق”.
عملياً روسيا لن تستطيع أن تحسم المعركة في أوكرانيا بالطرق العادية مثل التدخل في المدن حيث إنه على مدى شهر ونصف أو شهرين لم تستطع أن تأخذ سوى مدينة واحدة وهي مدينة خيرسون وحتى مدينة ماريوبل لم تستطع السيطرة عليها حتى الآن رغم تدميرها منها وفقاً للحمزة.
وأكد الأكاديمي السوري أن “القوات الروسية وصلت إلى مأزق حقيقي حيث إنها لم تعد تقدر أن تحرز انتصارات كبيرة وبالتالي فإن الحديث عن السلاح النووي هو وارد لأنه يعتبر مخرجاً أو سياسة الأرض المحروقة”.
ورأى الحمزة أن الهدف النهائي لدى الروسي هو أخذ شمال شرق وجنوب أوكرانيا والسيطرة عليها كاملاً بما فيها عزل أوكرانيا عن بحر أزوف أو الوصول إلى أوديسا على البحر الأسود وبالتالي فإن احتمالات انفجار الوضع قائمة.
وختم حديثه بأن استخدام السلاح النووي في قلب أوروبا غير استخدامه في العراق أو سورية وربما يقود لحرب عالمية ثالثة وهي ربما تكون للبشرية وبذات الوقت ستكون مدمرة للنظام الروسي ولا أحد يعرف مصير روسيا.
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن “إستراتيجية الولايات المتحدة هي السماح للحرب بالاستمرار في تجفيف روسيا، مع التمسك بالأمل في تغيير النظام في روسيا معتبراً أن هذه الخطوة الإستراتيجية “خطيرة للغاية”.
وأشار فيرغسون إلى أن بوتين قد يجد نفسه في وضع “صعب للغاية” دون وجود تقدم واضح.
ولفت في حديثه إلى أن بوتين أبدى استعداده بالفعل لارتكاب “دمار مروع” بالقوات التقليدية مثل صواريخ كروز.
بايدن: ستدفع روسيا ثمناً باهظاً وفورياً جراء الفظائع في أوكرانيا
وفي وقت سابق انسحبت القوات الروسية من المناطق المحيطة بالعاصمة الأوكرانية كييف، وتحول تركيز القوات الروسية للسيطرة الكامل على منطقة دونباس وهي موقع لمنطقتين انفصاليتين شرق البلاد.
وتقاتلت فيهما القوات الأوكرانية والانفصاليون المدعومون من روسيا منذ أن ضمت روسيا شِبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني في عام 2014.
وبحسب الصحيفة فإنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستكون القوات الروسية مرهقة للغاية لتحقيق نصر حاسم في دونباس.
من جهته قال الباحث في مركز جسور للدراسات بشير نصر الله: إنه “في البداية كان من غير المستبعد على بوتين القيام بأعمال جنونية كاستخدام الأسلحة النووية على نطاق ضيق، لكن في الأيام الأخيرة ظهر بأن بوتين لن يقدم على أي عمل متهور وعلى العكس فقد بدأ بسحب القوات الروسية من محيط كييف ومن كل الشمال الأوكراني”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست” أن “الانسحاب جاء تحت تأثير العقوبات الاقتصادية التي أنهكت روسيا وبوتين لا يريد ذلك ومن جهة ثانية بسبب الدفاع القوي من جهة الأوكران والذي سبب خسائر عسكرية كبيرة بالعتاد والأرواح لدى الروس”.
وخلال الشهر الماضي كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن رسالة نقلها رجل الأعمال الروسي، رومان أبراموفيتش، ما أثارت غضب الرئيس الروسي وهيجانه.
ونقل أبراموفيتش رسالة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين “رد عليها الأخير قائلاً: “أبلغهم أني سأضربهم”.
ورومان أبراموفيتش، هو مالك نادي تشلسي السابق وتم إجباره من قِبل الحكومة البريطانية على ترك النادي وفرضت عقوبات عليه.
ويُعتبر رجل الأعمال الروسي مبعوثاً غير رسمي لبوتين في المحادثات الجارية مع أوكرانيا، وقد ظهر في المفاوضات التي جرت، الثلاثاء، في إسطنبول.
وذكرت الصحيفة أن أبراموفيتش التقى بوتين في موسكو وسلمه مذكرة مكتوبة بخط اليد من زيلينسكي.
وتتضمن المذكرة الشروط التي تفكر أوكرانيا في الموافقة عليها من أجل إنهاء الحرب، وكان رد بوتين هو: “أخبره أنني سأضربهم بقوة”.
وشارك أبراموفيتش في جولة أخرى من المحادثات بين الوفدين الأوكراني والروسي لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع في تركيا.
وأظهرت وكالة الأنباء الروسية أبراموفيتش وهو يتحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود غاويش أوغلو.
كما كشفت تقارير تشير إلى تعرُّض أبراموفيتش، والنائب الأوكراني رستم أوميروف عميروف، ومفاوض آخر للتسمم.
وذلك بعد معاناتهم من أعراض مثل احمرار العينين وتقشر الجلد، وذلك بعد اجتماع 3 مارس في كييف في حين أن حالتهم الصحية مستقرة.
جدير بالذكر أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة رؤوس حربية نووية في العالم، وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية.