نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
بات ملف الانتخابات النيابية الشغل الشاغل للقوى السياسية التي بدأت تركّز اهتمامها على خوض غمار هذا الاستحقاق لتحقيق الفوز لمرشحيها، بالتوازي مع عودة السفراء الخليجيين ونشاط السفيرين السعودي والكويتي الذي خطف الأنظار ورسم العديد من التساؤلات حول خلفية هذه العودة والإيجابية الخليجية عشية الانتخابات النيابية والتطورات الإقليمية.
مصادر سياسية مطلعة اعتبرت أن عودة السفراء الخليجيين لا يمكن فصلها عن المعركة الانتخابية وإعادة رسم للمنطقة من جديد، ولا بُدّ للمملكة العربية السعودية كلاعب أساسي في المنطقة أن يكون لها دور أساسي فيها.
وقالت المصادر لموقع “نداء بوست”: “إن لبنان أمامه استحقاق مهمّ في أيار المقبل، والمملكة العربية السعودية بالرغم من قولها إنّها لم تعد معنية بما يجري في لبنان، لكن في الحقيقة لا يمكنها أن تتجاهل أو تتعامى عن ما يجري في البلد؛ لأن المنطقة كلها مترابطة، وأي ساحة من هذه الساحات تؤثر وتتأثّر بما يجري في محيطها، وبالتالي فإن السعودية ستكون معنية بلبنان.
ولفتت المصادر إلى أنّ الأزمة بين لبنان ودول الخليج لم تنتهِ بعدُ، وحتى الآن لم تطبق البنود التي وردت في المبادرة الكويتية، وخاصة تلك المتعلقة بسلاح “حزب الله”، مؤكدة أنّ هذه العودة تأتي في سياق المساهمة في صناعة الاستحقاقات المقبلة لا سيما الانتخابات النيابية، وما يليها من تشكيل حكومة جديدة، وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وتشير المصادر إلى أنّ السعودية يبدو أنّها ترسم لمرحلة ما بعد الانتخابات في ظل التطورات الخاصة في المنطقة والعالم، وتسعى لأن يكون لها دور فاعل في لبنان في ظل الحديث عن طبخة عربية خليجية إسرائيلية قد تحدد مصير ومستقبل المنطقة في المرحلة المقبلة، والتحضير لشرق أوسط جديد، سيكون لبنان جزءاً منه.
وحول الانتخابات النيابية المقبلة، تقول المصادر: إنّ الشكوك ما زالت قائمة حول إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في الخامس عشر من أيار المقبل، لكن فرص إجرائها باتت الآن أكثر بكثير من إلغائها أو تأجيلها.
ولفتت المصادر إلى أنّه في ظل الصراع القائم والخفيّ على مستوى الإقليم، ولبنان ساحة منه، بين الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية وإيران بشكل أساسي من ناحية ثانية، ووفقاً لتقدير نتائج الانتخابات والتي بات معروفاً إلى حد كبير أن فريق حزب الله سيكون له الفوز فيها، فإن الإدارة الأمريكية أو حلفاءها ربما يلجؤون في لحظة من اللحظات إلى تعطيل الانتخابات حتى لا يكون هناك فوز لفريقه، وتتكرس الشرعية له من جديد.
وعن المرحلة المقبلة لما بعد الخامس عشر من أيار، قالت المصادر لـ”نداء بوست”: “إذا أعادت الانتخابات إنتاج نفس السلطة والنتيجة فسنكون أمام تكرار المشهد المأساوي القائم واستمرار الأزمة، باعتبار أنّ هذه السلطة القائمة حالياً لا تملك أُفقاً ولا فرصة لحل الأزمة”.
وأكدت المصادر على أنّ التغيير الحقيقي مطلوب الآن في هذه المحطة من حياة الشعب اللبناني حتى يبدأ مسيرة التعافي والخروج من هذه الأزمة، مشيرة إلى أنّ التغيير لن يكون كبيراً نتيجة القانون الانتخابي الحالي الذي فُصّل على قياس الأحزاب الحاكمة، لكنّه قال في الوقت نفسه: “حتى التغيير البسيط إذا أنتج مجموعة من النواب وقطعوا الطريق على فريقَي السلطة من الإمساك بالقرار اللبناني، فإنّ ذلك يعني أنّ فرص التغيير يمكن أن تبدأ”.
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات النيابية في لبنان في الخامس عشر من أيار المقبل وَفْق القانون النسبي والصوت التفضيلي، الذي يقسم لبنان إلى خمس عشرة دائرة.