مع بقاء يوم على قدوم عيد الأضحى المبارك تشهد أسواق محافظة إدلب ضعفاً كبيراً في أسواق بيع الماشية، حيث تعد الحالة المعيشية المتردية هي السبب الرئيسي في تراجع شراء الأضاحي.
وتعد قلة الموارد المالية وندرة فرص العمل وعدم وجود سيولة في أيدي السكان مع نزوح المئات منهم عاملاً أساسياً في وجه شراء الأضاحي من قِبل الأهالي.
تاجر الأغنام "عمر أبو عبد الله" ينتظر على أطراف سوق الأغنام في شمال إدلب وذلك لعرض الأضاحي للبيع بعد كسادها وعدم شرائها على عكس العام الماضي، حيث قام ببيع كل الأضاحي قبل أيام من دخول العيد.
وقال "عمر أبو عبد الله" إن "سعر الأضاحي ارتفع مقابل الليرة التركية عن العام الماضي بسبب انخفاضها، ولكنه كان ثابتاً مقابل الدولار، وبحكم أن الناس تتعامل وفق الليرة التركية لم يكن هناك إقبال ملحوظ على شراء الأضاحي من قِبل المدنيين".
وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أن "العام الماضي كانت نسبة الإقبال على شراء الأضاحي أفضل بكثير من قِبل المنظمات الإنسانية، والفِرق التطوعية والمدنيين، حيث إن العام شهد نسبة إقبال ضعيفة على شراء الأضاحي".
وأوضح في حديثه بأن "بقاء الأضاحي لبعد عيد الأضحى من أجل بيعها سيؤدي إلى خسارة المربي لأنها تحتاج إلى كمية كبيرة من الأعلاف، والتي ارتفع ثمنها بشكل كبير وبنفس الوقت فإن وزنها لن يزيد أكثر من ذلك".
ويعتمد مئات الرعاة والمدنيين على تربية الأغنام وربطها حتى عيد الأضحى من أجل بيعها وكسب مرابحها، ولكن مع ضعف الحركة الشرائية فمن المتوقع أن تكسد آلاف من رؤوس الأغنام مما يؤدي إلى خسارة الرعاة والتجار.
وتعد المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية المشتري الأكبر للأضاحي خلال العيد، ولكن تتفاوت نسب شراء الأضاحي حسب الدعم المقدم من قبل المانحين من خارج سورية.
ورأى "سليم المحمد" وهو يعمل في مهنة القصابة أن "أكثر السكان يعتقدون أن سعر الأضاحي مرتفع، ولا يتناسب مع مدخولهم، حيث إن المشترين يتركز طلبهم على الأضاحي ذات الوزن الخفيف لأن هناك أضاحي يتجاوز سعرها 350 دولارا أمريكياً".
وأشار في حديث لموقع "نداء بوست" أن"كيلو اللحم يباع الآن بـ75 ليرة تركية ويتركز الطلب حالياً على الأضاحي المتوسطة الوزن، التي يتراوح وزنها ما بين 45-60 كيلو، والتي يتراوح سعرها بين 200 إلى 250 دولار أمريكي".
وأطلق عدد من المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية مشاريع لتقديم أضاحي العيد للفقراء والمحتاجين في الشمال السوري وخصوصاً مناطق المخيمات.
وقال "عدنان الأحمد" وهو مسؤول إحدى الفرق التطوعية في إدلب إن "هذا العام حصلنا على ما يقارب 45 أضحية من متبرعين وأهل الخير في حين حصلنا العام الماضي على 150 أضحية والعام الذي قبله نفس العدد تقريباً، حيث إن انخفاض الأضاحي يعود إلى ضعف الحركة الاقتصادية عالمياً".
وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أن "تأثير جائحة كورونا كان له الدور الأكبر حيث إن الكثير من السوريين فقدوا عملهم في دول الاغتراب، وهم كانوا لهم اليد العليا في إرسال أموال الأضاحي، كذلك الوضع الاقتصادي بالنسبة للمتبرعين العرب والأجانب".
جدير بالذكر أن الكثير من السوريين في مناطق شمال غربي سورية ليس بمقدورهم شراء اللحوم خلال العام بسبب ارتفاع أسعارها، ويعتمد الكثير منهم على انتظار استلام حصصهم من توزيع لحوم الأضاحي في كل عام.