“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
في خطوة غير مسبوقة دعا أكثر من 300 عراقي، بمن فيهم شيوخ عشائر، مساء الجمعة إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان “السلام والاسترداد” ونُظم في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، برعاية منظمة أمريكية.
وكشف مصدر مطلع وثيق الصلة بأحداث المؤتمر، -الذي تسبب بضجة سياسية كبيرة، بعد تطرقه إلى ملف التطبيع مع إسرائيل، وفق ما تضمنه البيان الختامي الذي قرأه وسام الحردان، الذي يعرّف نفسه بأنه رئيس قوات صحوات العراق- تفاصيل وكواليس المؤتمر الذي تبرأت منه سلطات الإقليم ومما تطرق إليه.
وقال المصدر: إن الشخص القائم والمنظم للمؤتمر أمريكي الجنسية يعيش في واشنطن، وهو يهودي من أصل عراقي يُدعى جوزيف برودي، ولديه مركز اسمه “مركز اتصالات السلام”.
وأضاف المصدر بأن برودي قدم طلباً لسلطات إقليم كردستان لعقد مؤتمر من دون أن يفصح عن تفاصيله، وجرى حجز القاعة في أحد فنادق أربيل، الأمر الذي ظنه الجميع أنه مؤتمر يتعلق بالانتخابات حيث إن جميع النشاطات والمؤتمرات الحالية تجري حول الانتخابات، خصوصاً عند تجهيزه لعقد المؤتمر قال: إنه مؤتمر يتعلق بشؤون المجتمع المدني.
وأوضح المصدر أن “النظام في أربيل، عند عقد نشاطات كهذه، يقتصر الأمر على تبليغ الأسايش (جهاز الأمن في إقليم كردستان) بعدد الحضور، وموعد وصولهم ورحيلهم، وتحديد المكان أو القاعة التي سيجري فيها النشاط، بغض النظر عن التطرق إلى تفاصيل هذا المؤتمر ومحتواه، خاصةً إذا كان المنظمون لهذا المؤتمر هم منظمات أجنبية وهذا الإجراء مستمر منذ 10 سنوات”.
وأصدر ديوان رئاسة إقليم كردستان بيانًا نفى “علم رئاسة الإقليم مطلقاً بذاك الاجتماع ومضامين مواضيعه”، مشدداً على أن “ما صدر عن الاجتماع ليس تعبيراً عن رأي أو سياسة أو موقف إقليم كردستان”، مشيراً إلى أن “أي موضوع أو موقف أو توجه مرتبط بالسياسة الخارجية هو من صلاحيات الحكومة الاتحادية وفقاً للدستور، وأن إقليم كردستان ملتزم في هذا تمام الالتزام بالسياسة الخارجية العراقية”.
وبالعودة إلى المصدر، فقد أوضح أن “هذا الشخص اليهودي الأمريكي اتصل بشيوخ عشائر وجمعهم في الإقليم، قبل أن تفاجأ الكوادر الثانوية من مصورين وأصحاب القاعة بالحديث الذي تم طرحه والمتعلق بإسرائيل”، مشيراً إلى أن “مراسلات جرت حتى على صعيد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي نفى علمه أو صلته أو تسهيله تنظيم هذا المؤتمر”. واعتبر أن “هذا الشخص استغل قصة عدم التشديد والتدخل من طرف أسايش أربيل على محتوى المؤتمرات والنشاطات ليقوم بفعلته ليتسبب بهذه الأزمة”.
وفي شق آخر من المسألة، أكد المصدر أن “مَن قرأ البيان الختامي للمؤتمر، وتحدث عن ضرورة التطبيع هو الشيخ وسام الحردان، وهو الذي تم تعيينه في وقت سابق رئيساً لصحوة العراق من طرف رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي على خلفية خلافات بين المالكي وأبو ريشة”، مبيناً أن “الحردان منبوذ بشكل كبير في الأوساط السنية، ولا يستمد قوته سوى من شخصين هما نوري المالكي وفالح الفياض” (رئيس هيئة الحشد الشعبي).
وأضاف المصدر أن “الفياض اجتمع مع الحردان قبل أسبوعين وأعطاه 150 درجة وظيفية لتوزيعها”، مبيناً “أن جميع صور الحردان مأخوذة مع المالكي والفياض وشخصيات شيعية، ولا توجد له صور مع شخصيات سنية”.
مبيّناً أن “مؤتمراً كهذا، وبهذه الوجوه، وبهذا التوقيت، وفي هذا المكان، ليس إلا وسيلة لدعاية انتخابية للفصائل، خصوصاً أن قصة البعث وداعش ماتت نسبياً، فلا يوجد سوى مسألة التطبيع وإسرائيل التي تؤجج المشاعر، وتساعد على انتخاب الكتل المقربة من الفصائل، لاسيما مع إعطاء إيحاء بأن الإسرائيليين قريبون بالفعل، ويعقدون مؤتمرات داخل العراق”، مشيرًا إلى أن “جميع الوجوه السنية الحاضرة في المؤتمر مدعومة من الكتل المقربة من فصائل الحشد”، على حد تعبيره.