المصدر: فوكس نيوز
ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام
يجب أن يكون رد العالم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مُتّسقاً وحازماً فلقد حان الوقت لتصنيف روسيا بإدارة بوتين على أنها دولة راعية للإرهاب بموجب القانون الأمريكي، وعلينا أن نشجّع الدول الأخرى على أن تحذو حذوها في إصدار هذا الإعلان أيضاً.
يُعدّ غزو بوتين لأوكرانيا أحد أكثر الأعمال فظاعة في القرن الحادي والعشرين. إنها ليست أكثر من نتيجة رغبة شخص مصاب بجنون العظمة في إعادة كتابة خريطة أوروبا وإعادة إنشاء الإمبراطورية الروسية السابقة.
نحن في لحظة حَرِجة من تاريخ العالم حيث يجب أن نرتقي إلى مستوى المناسبة ونوقف هذا الجنون.
إن قضية إعلان روسيا التي هي تحت حكم بوتين كدولة راعية للإرهاب هي ضربة ساحقة وتناسب الوضع تماماً. فتحت قيادة بوتين الوحشية، أرهبت روسيا المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء العالم. في الشيشان، دمّرت القوات الروسية مدينة غروزني بشكل عشوائي مما أسفر عن مقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال.
في سورية، كان بوتين يدعم الأسد، “جزار دمشق”، في جهوده لقتل معارضيه وشعبه ليبقى في السلطة من خلال توفير الأسلحة اللازمة للأسد لارتكاب فظائع يعجز اللسان عن وصفها. كما أن الجنود الروس وبتوجيه من بوتين مُتورّطون بشكل مباشر في هذه الأعمال. إن استهداف المدنيين في هذه المساعي هو حملة إرهاب غير مسبوقة من قبل.
يعكس إرهاب بوتين الأفعال التي رأيناها قبل ما يقرب من 80 عاماً. حتى أن روسيا في عهد بوتين أقامت “معسكرات تصفية” حيث يتم إخراج الأوكرانيين بالقوة من مدينة ماريوبول المحاصرة. في هذه المعسكرات، يتم استجواب السجناء وإساءة معاملتهم من قبل الروس الذين يسعون إلى إثبات وتوطين زعم بوتين الغامض بأنهم من “النازيين الأوكرانيين” وهو الادعاء الذي حاول استخدامه لتبرير غزو أوكرانيا.
يجب أيضاً الاعتراف باستخدام بوتين لقوات بالوكالة بالإضافة إلى جيشه لارتكاب أعمال إرهابية في جميع أنحاء العالم. فقد انخرطت مجموعة “فاغنر”، وهي شركة عسكرية خاصة موالية لبوتين حددتها وزارة الخزانة باعتبارها قوة بالوكالة عن وزارة الدفاع الروسية، في فظائع في جميع أنحاء العالم، من ليبيا إلى سورية حتى أوكرانيا الآن.
وقد أُفيد مؤخراً أن مجموعة فاغنر أرسلت أكثر من 400 من المرتزقة إلى كييف بأوامر باغتيال الرئيس فولوديمير زيلينسكي وأعضاء حكومته. وتشتهر المجموعة بوحشيتها وقد استخدم بوتين مراراً وتكراراً هؤلاء البلطجية للقيام بعمله القذر في جميع أنحاء العالم.
سيسمح تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب للولايات المتحدة بتنفيذ أربع فئات رئيسية من العقوبات على روسيا.
أولاً، سَيُقيّد المساعدة الخارجية الأمريكية لروسيا.
ثانياً، سَيحظُر توريد المُعدّات الدفاعية الأمريكية وتصدير منتجاتها إلى روسيا.
ثالثاً، سَيفرض ضوابط مُعيّنة على صادرات الولايات المتحدة من العناصر ذات الاستخدام المزدوج.
أخيراً، سيسمح للولايات المتحدة بفرض قيود مالية وغيرها من القيود على روسيا. الأهم من ذلك، أن تصنيفها يُمثّل رسالة واضحة لبقية العالم مفادها أن التعامل مع روسيا فكرة سيئة وستكون لها عواقب وخيمة.
سيتم وضع روسيا في نفس فئة الدول الأخرى الراعية للإرهاب: كوبا وسورية وكوريا الشمالية وإيران.
في هذا الأسبوع فقط، شجّع البرلمان الأوكراني رسمياً كونغرس الولايات المتحدة على حثّ وزارة الخارجية على تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب، وهو الإجراء الذي دعا إليه الرئيس زيلينسكي منذ منتصف نيسان/ إبريل.
لقد كنت أعمل مع كل من الجمهوريين والديمقراطيين لحثّ الإدارة على إصدار إعلان رسمي بأن روسيا تحت حكم بوتين هي دولة راعية للإرهاب. نأمل أن تدعم إدارة بايدن دعوتنا لوزير الخارجية لوضع مثل هذا التصنيف على روسيا.
إن إعلان روسيا بإدارة بوتين دولة راعية للإرهاب ليس سوى عنصر واحد من العديد من عناصر القوة الوطنية المتاحة للاستخدام للردّ على تصعيده المستمر. أخشى أننا سنشهد المزيد من التصعيد والمزيد من الفظائع من قبل بوتين. أثناء قيامه بذلك، يجب أن يكون العالم المُحبّ للحرية مُستعداً للاستجابة لمطلبنا وفقاً لذلك.
إذا استخدم بوتين الأسلحة الكيماوية لإجبار شعب أوكرانيا الشجاع على الخضوع، آمل أن يعلن أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الفور منطقة حظر طيران لحماية النظام الدولي. وإذا قام بوتين بتفجير جهاز نووي تكتيكي في أوكرانيا، آمل أن يعتبر الناتو هذا هجوماً على الناتو نفسه. فلن يقتصر التساقط الإشعاعي على أوكرانيا بل سيؤثر على ملايين المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء العالم. هذا ببساطة لا يمكن أن يمر دون رد.
يجب أن نفكر في هذه السيناريوهات حتى يعرف بوتين مسبقاً أن كل خطوة تصعيدية يتخذها ستُقابَل بردّ قوي مماثل. يجب أن يفهم الشعب الروسي أيضاً أنه طالما أن بوتين هو زعيمهم، فإن مستقبلهم قاتم للغاية.
الوقت مُهمّ ليس فقط لتقديم المزيد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا، ولكن أيضاً لفرض وإنفاذ عقوبات معوّقة على بوتين ورفاقه.
إن استمرار الضغط على روسيا بإدارة بوتين أمر بالغ الأهمية. إن تصنيف روسيا في عهد بوتين كدولة راعية للإرهاب سيستمر في إلحاق الضرر ببوتين اقتصادياً، فضلاً عن توفير الوضوح الأخلاقي على المسرح العالمي. آمل أن تؤدي مثل هذه الأعمال بمرور الوقت إلى تمرُّد روسي ضد النظام الاستبدادي القاتل لفلاديمير بوتين.