نداء بوست- أخبار دولية- متابعات
قال إيغور ديلانوي نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي في موسكو، وهو خبير متخصص في الجغرافيا السياسية الروسية: إن ابتزاز روسيا النووي يمكن أن يكون رداً على حدثين، “العقوبات المدمرة التي اتخذها الغربيون”، و”المساعدة العسكرية المباشرة التي قدموها”، معتبراً أنها “شكل من أشكال العداء المشترك”.
وجاء ذلك في لقاء أجرته معه صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية، للوقوف على حجم السلاح النووي الروسي، والسيناريوهات المتوقَّعة في هذا السياق.
وأضاف ديلانوي فرضية ثالثة، وهي أن “بوتين، من خلال هذه التصريحات، يسعى للقيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق في الساعات القادمة تتضمن هجوماً على كييف، ولذلك فهو يذكّر بلغة التهديد الواضح بأنه يمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم ويؤكد أنه مستعدّ لاستخدامها إذا كان الغرب سيُحبط خُططه.
وبحسب الصحيفة، تمتلك روسيا ما يقرب من 6 آلاف رأس نووي، مما يجعلها “القوة الرائدة في العالم في هذا المجال قبل الولايات المتحدة”، إلا أن هذه الأسلحة ليست جميعها جاهزة للعمل، إذ يزعم الباحثان هانز كريستنسن ومات كوردا، في جردهما للترسانة النووية الروسية، أن ما هو منتشر حالياً وجاهز للاستخدام لا يتجاوز 1600 رأس نووي.
فهي تمتلك ما مجموعه 2565 رأساً نووياً هجومياً، من ضِمنها 1185 رأساً نووياً يمكن إطلاقها بواسطة 306 صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وتتضمن أسلحتها أيضاً، حوالي 800 رأس نووي مثبتة على عشرات الصواريخ الباليستية الإستراتيجية التي يمكن إطلاقها من البحر إلى الأرض، بواسطة 3 غواصات للصواريخ الباليستية النووية، إضافة إلى أن الجيش الروسي قادر على إطلاق 580 رأساً حربياً من طائرات توبوليف القاذفة.
وأشارت الصحيفة إلى قدرة روسيا الدفاعية, ولفتت إلى أن روسيا مجهزة بشكل جيد، ويمكنها الاعتماد على 387 رأساً نووياً قابلاً للتركيب على ما يقرب من 900 صاروخ مضاد للصواريخ الباليستية، إضافة إلى 500 رأس يتم إطلاقها من طائرات مقاتلة من طراز توبوليف وسوخوي وميغ، وحوالَي 1912 رأساً نووياً جاهزةً للنشر في حالة وقوع هجوم، كما تشمل الدفاعات الروسية درعاً صاروخياً وأنظمة تحكُّم في الفضاء ودفاعاً جوياً ومضادات للأقمار الصناعية.
ويرد ديلانوي على تساؤُل الصحيفة عما وراء تهديد بوتين بالردع النووي، قائلاً: إن “ما يلفت النظر هو أن الترسانة النووية الروسية تتمتع قبل كل شيء بقدرة هجومية على مستويين، وكأن بوتين يهدد باستخدامها في المستوى الأول”.
وعلى هذا الأساس يذكر ديلانوي عدة سيناريوهات، رغم استحالة التنبؤ برغبات الرئيس الروسي، مشيراً إلى أن بوتين قد يرغب فقط في “تقصير التسلسل القيادي لإطلاق” الأسلحة النووية، إلا أنه “يمكننا أيضاً تخيُّل صواريخ تحتوي على يورانيوم مستنفد أو بشحنات نووية تكتيكية”، أما الفرضية الأخيرة فهي “احتمال تجهيز بعض منصات الإطلاق بصواريخ مزدوجة القدرة ومسلحة بشحنة تقليدية وشحنة نووية”.
ويحذر ديلانوي من أن تصريحات بوتين يجب أن تُؤخَذ على محمل الجد، وذلك على عكس العديد من الخبراء الغربيين الذين يرون فيها خدعة بسيطة تُثبت إحباط الرئيس بسبب المقاومة العسكرية الأوكرانية.