نداء بوست -أخبار دولية- باريس
تحدثت مجلة “لوبوان” الفرنسية عن تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الملقب بـ “جزار حلب” قائداً للعملية العسكرية في أوكرانيا، بعد فشل من سبقوه في المهام التي أوكلت إليهم.
وفي الثامن من نيسان/ إبريل الجاري، أكد مسؤول غربي لم يكشف عن اسمه لشبكة (بي بي سي) البريطانية أن روسيا أعادت هيكلة قيادة عملياتها في أوكرانيا، وعينت قائداً جديداً قاد العمليات العسكرية الروسية في سورية.
وقالت المجلة بنوع من التهكم على دفورنيكوف: “يحمل على صدره وسام بطل روسيا، وهو أعلى وسام في البلاد منحه له بوتين عام 2016، إلا أنه نسي أن يضع في النجمة الذهبية التي تزين كتفه رقمين للتوضيح، وهما أنه تم على يديه تنفيذ 9 آلاف قصف جوي في سورية وسقط بأوامره 25 ألف ضحية مدنية”.
فبموجب أوامر دفورنيكوف، تقول المجلة: تمت تسوية المدينة الثانية في سورية والتي كان يسكنها 3 ملايين نسمة بالأرض، ولم تستثن المستشفيات والأسواق والمباني السكنية والمدارس من قصف قواته.
وأضافت: منذ ذلك التاريخ أُطلق على هذا الضابط المنحدر من أقصى الشرق الروسي “جزار حلب”.
لم يكن يهم دفورنيكوف سوى شيء واحد هو استسلام ثوار حلب في أكثر المعارك دموية في الثورة السورية، وتثبيت رئيس النظام السوري بشار الأسد في منصبه.
كما أشارت الصحيفة إلى أن بشار الأسد زعم في مقابلة نادرة مع صحيفة روسية عام 2016 أنه “تم منع تفكك سورية”.
وأضافت: “هو دفورنيكوف يعود مرة أخرى على رأس القيادة بعد هزيمة القوات الروسية في مواجهة المقاومة الأوكرانية في كييف”.
وقد عينه بوتين لتولي “عمليته الخاصة” بعدما يقارب شهرين من القتال، وعندما شعر زعيم الكرملين بالحاجة إلى رجل ذي خبرات متعددة قادر على إعادة تنظيم جيش في حالة انسحاب بعد أن فقد 7 من جنرالاته.
وصرح مسؤول غربي أن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، هو من يقود القوات الروسية في أوكرانيا الآن.
وأشار المسؤول إلى أن “دفورنيكوف اكتسب خبرة كبيرة أثناء قياد القوات الروسية في سورية، متوقعاً “أن تتحسن القيادة الروسية بشكل عام”.
وجاء ذلك القرار عقب إقرار روسيا بـ”خسائر كبيرة” في صفوف جيشها المنتشر في أوكرانيا، وفق ما أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
وكان الجيش الروسي، اعترف في نهاية آذار/ مارس الماضي بمصرع 1351 من جنوده منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن يعتقد مسؤولون عسكريون غربيون أن روسيا فقدت ما بين 7 آلاف و15 ألف جندي منذ غزو أوكرانيا.
ووصفت المجلة تولي دفورنيكوف منصبه بأنه “لحظة حاسمة”، حيث يقع على عاتقه مهمة رئيسية تتثمل في تقديم جائزة ليرفعها بوتين يوم 9 أيار/ مايو وهو ذكرى الانتصار على النازيين عام 1945.
كما رجح مسؤول غربي أن الضرورات السياسية قد تكون لها الأسبقية على الأولويات العسكرية في روسيا التي تدفع الكرملين قدماً لتحقيق نوع من النجاح قبل 9 من أيار/ مايو المقبل، عندما تحتفل الدولة بالنصر في الحرب العالمية الثانية.
وفي نظر بوتين هذه ذكرى مقدسة، ولا سيما أن إخضاع “النازيين الأوكرانيين” كما تسميهم السلطات الروسية، وسيكون “إعلان النصر” في ذلك اليوم أفضل تأثير على مواطنين اعتادوا في ذلك اليوم استعادة ذكرى قتلى الحرب العالمية الثانية، بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن الأهداف التي تم تكليف بدفورنيكوف بتحقيقها بعد توليه منصبه الجديد، هي السيطرة على نهر الدونباس، وإسقاط مدينة ماريوبول المدينة الساحلية المحاصرة منذ بداية الصراع والتي تناثرت فيها آلاف الجثث.
وكذلك السيطرة على مدينة خاركيف ثاني مدينة في أوكرانيا، والتي تعرضت للقصف بلا هوادة، والسيطرة على مدينة كراماتورسك الواقعة شمال دونيتسك والتي سقط صاروخ روسي في محطة القطارات فيها وأدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً.
وأضافت: “باختصار احتلال شرق أوكرانيا بالكامل من شبه جزيرة القرم التي تم ضمها بوتين في عام 2014 والسيطرة على بحر آزوف أو حتى البحر الأسود إذا سقطت مدينة أوديسا هي الأخرى”.