نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
تُوِّجَ لواء الحرس الملكي الأردني الخاص بطلاً لمسابقة المحارب الدولية في نسختها الثانية عشرة، التي اختُتمت أمس الخميس، في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة (KASOTC).
لواء الحرس الملكي الخاص حصد لقب المحارب 2022، بعد تنافُسٍ شديدٍ على مدار خمسة أيام في جميع فعّاليات المسابقة مع 40 فريقاً يمثّلون 25 دولة مشاركة في المسابقة.
وانطلقت مسابقة المحارب الدولية السنوية الثانية عشرة الأحد الماضي بمشاركة محلية وعربية وإقليمية ودولية لافتة، وتميزت بمستجدات واكبت تطوُّر الأساليب والتكتيكات المتبعة دولياً من العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب.
وتُعقد المسابقة بدعم كامل من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي، وتُعَدّ من أهم المسابقات الدولية التي تتنافس فيها قوات النخبة من فرق العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب والأجهزة الأمنية من مختلف دول العالم.
وقال المقدم ناصر عربيات، مدير عمليات مسابقة المحارب: إن إقبال الدول على المشاركة كان كبيراً هذا العام لدرجة إغلاق باب التسجيل مبكراً “بسبب الوصول إلى الحد الأقصى لعدد المشاركين وهو 40 فريقاً من 25 دولة بما فيها أربع دول تشارك للمرة الأولى”.
عربيات كشف أن المسابقة تتميز بوجود فريق تحكيم دولي يمتلك نظامَ علاماتٍ مميزاً، منوهاً بأن احتساب العلامات يكون بعدة مراحل، ولكل سلاح في تلك المراحل علامة تُحتسب للفريق كاملاً.
وأسست الأردن المسابقة سنة 2009 وتستضيفها سنوياً مذّاك، وتهدف إلى تعزيز الممارسات والتكنولوجيا والأجهزة من خلال المنافسات العسكرية وعرض العتاد والأسلحة والعروض التوضيحيّة الحيّة من تُجّار الأسلحة التجزئة الدوليين.
من جانبه، أوضح الناطق باسم مسابقة المحارب الدولي بنسختها الثانية عشرة العقيد المتقاعد أحمد اللواما أن المسابقة تتضمن ثماني فعاليات على مستويات مختلفة من الصعوبة، مشيراً إلى أن الفعالية الأصعب تكون في اليوم الأخير وتسمى “تحدي الملك” حيث تحتاج إلى مهارات ذهنية وجسدية خاصة واستثنائية.
وشمل حفل افتتاح المسابقة، بحسب قناة “الجزيرة”، عدداً من الفعاليات التي نفذتها وحدات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، حيث شاهد الحضور تمريناً أمنياً لحماية إحدى الشخصيات، وشارك فيه فريق من الحرس الملكي الأردني.
تبعه تمرينٌ لاقتحام مبنى باستخدام الطائرات العمودية والاقتحام الأرضي بإسناد من الأسلحة الرشاشة من قِبل الوحدة الخاصة 71، وتم تطهير المبنى، وتحرير الرهائن، وإلقاء القبض على الإرهابيين المفترضين.
يُذكر أن مسابقة المحارب هي مسابقة دولية سنوية صُممت للتعريف بمركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من الفرق، وتبادُل الخبرات ومعرفة أحدث الأساليب والتكتيكات المستخدمة في مجال العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب.
وفي حين استعرضت بعض وكالات الأنباء العربية والعالمية والمواقع الإخبارية المحلية والعربية والعالمية أسماء عدد من الدول المشاركة التي منها: إسبانيا، لبنان، أوكرانيا، روسيا، المغرب، قبرص، ألمانيا، السعودية، اليونان، البحرين، وبلجيكا، فإن أحداً منها لم يذكر أسماء الدول جميعها وأسماء الفرق المشاركة، حتى الأردن، الدولة المنظمة للمسابقة لم ترد في أخبارها، لا الرسمية ولا المستقلة حيث لم تحصِ أسماء الدول المشاركة جميعها.
“نداء بوست” حاول ببحث دؤوب الحصول على أسماء الدول المشاركة، وهل من بينها “إسرائيل”، ولم يستطع الوصول إلى الحقيقة.
موقع “السومرية” العراقي، على سبيل المثال، نشر خبراً مفاده أن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي نال المرتبة الثانية في المسابقة بعد الحرس الملكي الأردني الخاص، والمركز الثالث على مستوى الفرق، ولكنه، وكما فعل غيره، لم ينشر لا أسماء الفرق ولا أسماء الدول المشاركة. واختلف خبر “السومرية” عن باقي الأخبار المتداولة حول الموضوع بذكره أن الدول المشاركة عددها 40 دولة، والفِرق عددها 80، وهو الموقع الوحيد الذي جاءت أرقامه للمسابقة بهذا العدد.
وبمشاهدتي لأعلام الدول المشاركة في الفيديو الذي نشره موقع “رم” الإخباري الأردني لحفل الافتتاح، لم ألمح علم دولة الاحتلال من بين أعلام الدول المشاركة، وبالتالي، يبدو أن “إسرائيل” لم تشارك بشكل رسمي وبصفتها الدولية وتحت علم كيانها. ولكن، وبما أن الفرق المشاركة 40، في حين الدول المشاركة 25، فهل شارك فريق إسرائيلي غير رسمي؟ إنه السؤال الذي يحتاج إلى مَن يجيب عنه. وكان من الممكن إراحة الباحثين عن الحقيقة، بنشر خبر واضح شفّاف من القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي، الجهة المنظمة للمسابقة. خبر تضع عبره النقاط على الحروف، وتتجنّب مواضع الشك ومسارب الظنون.
على كل حال، بقي أن نقول: إن المسابقة تنطلق سنوياً في الخامس من حزيران/ يونيو، ولمن غابت عنه ذكريات هذا اليوم، فإنه يوم هزيمة حزيران المسمّاة عرفاً ودلالة بالنكسة: “نكسة حزيران”.