نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
اتخذت ميليشيا "لواء الباقر" من منازل المدنيين في منطقة "السخنة" بريف حمص الشرقي مقرات رسمية لعناصرها عقب استقدامها لتعزيزات عسكرية مطلع الأسبوع الماضي قادمة من ريف محافظة حلب، وسط عجز الأهالي عن الوقوف في وجه توسُّع الميليشيات التي تتلقى دعمها العسكري من قِبل طهران.
وأفاد مُراسل "نداء بوست" في حمص بقيام المسؤولين ضِمن ميليشيا "الباقر" بتفتيش عدد من الأحياء السكنية جنوب غرب منطقة "السخنة" تحسباً لوجود عبوات ناسفة أو ألغام من مخلفات تنظيم "داعش" خلال سيطرته على المنطقة، قبل أن تقوم بتوزيع مقاتليها ضمن المنازل التي هجرها سكانها الأصليون مخافة الاعتقال من قِبل قوات النظام.
أفاد مصدر محلي فضّل عدم الكشف عن اسمه -لضرورات أمنية- بأن عضو اللجنة الأمنية في منطقة "السخنة" المدعو علاء السعيد المعروف بقربه من قياديين ضِمن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني جال مع عناصر لواء الباقر أثناء تفتيش المنطقة، وعمل على إرشادهم للمنازل الخالية لضمان عدم مطالبة أبناء المنطقة برفض الاستحواذ عليها من قِبلهم.
وأضاف المصدر أن منطقة السخنة باتت في الآونة الأخيرة مرتعاً للمقاتلين الأجانب من ميليشيات متفرقة تدعمها إيران، ومن أبرزهم "لواء فاطميون" و"لواء الباقر"، وعصائب أهل الحق الذين التحقوا مؤخراً بالمنطقة بحجة المشاركة بتفتيش البادية السورية من مقاتلي تنظيم "داعش".
وتتمتع منطقة "السخنة" بريف حمص الشرقي بموقع إستراتيجي دفع الميليشيات الإيرانية لفرض نفوذهم ضمنها، إذّ إنها تتوسط الأوتوستراد M20 الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة دير الزور مروراً بمدينة حمص وسط سورية، الأمر الذي فتح شهية إيران لإثبات تواجدها من خلال نشر ميليشياتها على حساب الأهالي الذين أُجبروا على التهجير منها مخافة الاعتقال من قِبل السلطات الأمنية والإيرانية على حد سواء بتهمة التعامل مع مقاتلي تنظيم "داعش".