نداء بوست- أخبار عربية- الرياض
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مباحثات يوم أمس الإثنين، هي الثانية خلال أيام.
وذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية في بيان، إن أردوغان وابن سلمان تبادلا التهاني بمناسبة عيد الأضحى، وبحثا العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن ابن سلمان تلقى اتصالاً هاتفياً من أردوغان، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها.
كذلك تبادل الجانبان التهنئة بمناسبة عيد الأضحى، كما أشاد أردوغان بنجاح موسم الحج، وحسن التنظيم، وفقاً للوكالة.
وتعتبر هذه المباحثات بين الزعيمين الثانية خلال أيام، حيث أجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، زيارة رسمية إلى أنقرة في 22 حزيران/ يونيو التقى خلالها الرئيس التركي.
وحينها عقد الجانبان اجتماعاً في المجمع الرئاسي استمر نحو ساعتين، ووصفه بيان مشترك بأنه جرى “في جو سادته روح المودة والإخاء، بما يجسد عمق العلاقات المتميزة بين البلدين”.
وأكد ابن سلمان وأردوغان على عزمهما المشترك لتعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية.
وخلال الاجتماع، ناقش الجانبان تطوير شراكات إنتاجية واستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية والمدن الذكية، وكذلك أعربا عن تطلعهما للتعاون في مجالات الطاقة، إلا أنه لم يتم الإعلان عن صفقات.
وأواخر شهر نيسان/ إبريل الماضي، أجرى أردوغان زيارة رسمية إلى السعودية استمرت يومين، هي الأولى بعد نحو خمس سنوات من الخلاف بين البلدين.
وخلال الزيارة التقى أردوغان عدداً من كبار المسؤولين السعوديين على رأسهم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان.
ووصف الرئيس التركي الزيارة التي أجراها إلى السعودية، بـ”الناجحة”، ونقطة بداية لمرحلة جديدة في علاقات البلدين.
وأوضح أردوغان في تصريح صحافي أثناء عودته إلى تركيا، أنه في اليوم الأول من الزيارة التقى الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وناقش معهما المواضيع المطروحة على الأجندة بين البلدين.
وأشار إلى أنه تمت مراجعة العلاقات الثنائية بكافة أوجُهها، وتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية، وجرى بحث الخطوات المشتركة التي يمكن الإقدام عليها من أجل تطوير العلاقات التركية السعودية.
وأضاف: “جددت دعمنا لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وأكدت أننا لا نفرق بين أمننا وأمن منطقة الخليج”.
كما لفت إلى أن الجانبين ناقشا سُبل التعاون في الصناعات الدفاعية أيضاً، والمشاكل التي تعترض المواطنين الأتراك والشركات التركية في السعودية.
وأكد أن استعادة الزخم في التجارة بين البلدين وإزالة العقبات الجمركية وتشجيع الاستثمارات، والمشاريع التي يمكن أن يتولاها المقاولون الأتراك، شكلت المحاور الرئيسية للمباحثات من حيث العلاقات الثنائية.
وأردف: “اتفقنا مع الرياض على إعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية الكبيرة بين تركيا والسعودية من خلال فعّاليات تجمع مستثمري البلدين”.
كذلك أشار الرئيس التركي إلى أنه أعرب عن ترحيبه بقرار استئناف الرحلات الجوية المجدولة بشكل متبادل بين البلدين، مضيفاً: “أكدت بشكل خاص الأهمية التي نوليها لتشجيع السياحة”.
وأعرب أردوغان عن ثقته بأن هذه الزيارة “ستشكل بشرى مرحلة جديدة” في العلاقات بين البلدين، قائلاً: “لقد أبدينا بكل وضوح وعلى أعلى مستوى إرادتنا المشتركة بخصوص تطوير العلاقات الثنائية على أرضية الاحترام والثقة المتبادلين”.
وتابع: “عازمون على مواصلة هذا السعي من أجل مصالحنا المشتركة واستقرار المنطقة، ويتعين علينا الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها نفس المعتقدات والأفكار، إنها مرحلة كسب أصدقاء وليس خلق أعداء”.
وأكد أردوغان أنه لمس “مودة وحفاوة كبيرتين” في السعودية طوال الزيارة، معرباً عن شكره للملك سلمان والسلطات السعودية على حسن الضيافة.
ورداً على سؤال “هل يمكن أن تكون هذه الزيارة بداية لإنهاء الأزمات الإقليمية، وهل يمكن لتركيا أن تتولى زمام المبادرة لإنهاء الأزمات في الشرق الأوسط؟” أجاب أردوغان: “بالطبع يمكنها ذلك، ولا يوجد سبب يمنعها من القيام بذلك؛ لأن لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع دول الشرق الأوسط”.
كما أكد أن”العلاقات السعودية التركية سترتقي إلى مستوى متميز جداً في كافة المجالات، لقد تناولنا هذا الأمر خلال المحادثات الثنائية مع ولي العهد محمد بن سلمان”.