نداء بوست- أخبار سورية- متابعات
أصابت ما باتت تعرف بـ”لعنة الأسد”، المعلق الرياضي الجزائري، حفيظ دراجي، أحدث المطبعين مع النظام السوري، والذي أثار الجدل قبل أسابيع بهجومه على السوريين وثورتهم.
وتفاجأ متابعو قناة ”بي إن سبورت” خلال مشاهدتهم لمباراة أتلتيكو مدريد ضد إشبيلية في الدوري الإسباني، مساء السبت، بعدم إكمال المعلق الجزائري التعليق على اللقاء خلال الشوط الثاني.
وبدأت المباراة بين الفريقين وكان يعلق عليها حفيظ دراجي، ومع انطلاق الشوط الثاني لم يظهر صوت المعلق حتى الدقيقة 50.
وبشكل مفاجئ ودون سابق إنذار أو تنويه انتقل التعليق إلى المعلق الرياضي عامر الخوذري بدلاً من دراجي.
ولم توضح ”بي إن سبورت” سبب هذا التبديل غير المعتاد، إلا أن صحفيين مختصين بالشأن الرياضي أكدوا أن دراجي أصيب بأزمة قلبية، اضطر على إثرها إلى ترك التعليق حيث تم نقله إلى المشفى.
حفيظ دراجي والأسد
في الثالث من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ”حرب تغريدات”، بدأت حين رد حفيظ دراجي على تغريدة نشرها الإعلامي السوري فيصل القاسم انتقد فيها النظام الجزائري.
وقال القاسم في تغريدته: “نظام يتآمر مع إثيوبيا ضد مصر، ويتحالف مع إيران ضد العرب، ويعادي جاره العربي المغرب، ثم يريد لمّ شمل العرب في قمة عربية”.
ليرد دراجي بالقول: “المهم أننا لا نخون، ولا نبيع وطننا ولا قضيتنا ولا شرفنا، ولا نفتخر بتدمير بلدنا لأجل إسقاط رئيسنا، الجزائر لم تقل بأنها ستلم شمل العرب، لأنه لن يلملم، في ظل تفشي أنواع خطيرة من المخدرات والمهلوسات، وتزايد حجم التطبيع مع كيان يسعى إلى منع عقد القمة في الجزائر باستعمال عملائه”.
#حفيظ_دراجي يفتح النار على السوريين ويثير عاصفة من الردود الغاضبة#سوريا pic.twitter.com/iVvykJO5qV
— Nedaa Post نداء بوست (@NEDAAPOST) September 5, 2022
وأثارت تغريدة دراجي غضب واستنكار السوريين، الذين قتل النظام منهم مئات الآلاف، واعتقل عشرات الآلاف، وهجر الملايين إلى شتى دول العالم، واستقدم إيران وروسيا إلى سورية للدفاع عنه والمشاركة في قتل الشعب.
وبعد يوم واحد من تلك التغريدات، وقع المعلق الرياضي الجزائري، في فخّ الناشطة السورية ميسون بيرقدار، التي قامت بالاتصال به وإيهامه بأنها من قصر رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وبثت بيرقدار تسجيلاً صوتياً لمكالمة هاتفية أجرتها مع دراجي، بقصد شكره على موقفه الذي عبر عنه في التغريدة التي هاجم فيها ثورة السوريين واتهمهم بالخيانة.
وخلال المكالمة قالت بيرقدار لدراجي إن بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس كلفاها بنقل التحية للإعلامي الجزائري، ليرد عليها بالشكر وبطلب إيصال تحية منه لرئيس النظام السوري، وإبلاغه بأنه مستعد لتقديم كافة أشكال الدعم له كما تدعمه الجزائر.
حفيظ دراجي يقع في فخّ ناشطة سورية و”يشبح” لبشار الأسد (فيديو)
كما أبدى دراجي خلال المكالمة استعداده لإجراء زيارة إلى دمشق، وأعرب عن أمله في أن يعود النظام السوري إلى جامعة الدول العربية ومشاركة بشار الأسد في القمة القادمة التي ستستضيفها بلاده.
وأكد دراجي أنه لم ولن يعتذر عن التغريدة التي أساء فيها للسوريين، وهاجم في الوقت ذاته الأشخاص الذين ثاروا طلباً للحرية والكرامة.
لعنة الأسد
وبذلك يكون دراجي انضم إلى ركب الشخصيات التي تعرضت لـ”مصائب” بعد لقائها برئيس النظام السوري بشار الأسد أو الدفاع عنه، والتي أصبحت متلازمة يسميها الناشطون السوريون “لعنة الأسد”.
وكان آخر ضحايا هذه اللعنة الفنان اللبناني جورج الراسي، الذي لقي مصرعه صباح الثامن والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، حيث تعرض لحادث سير أثناء عودته من العاصمة السورية دمشق، عند نقطة المصنع الحدودية، بعد إحيائه حفلاً غنائياً فيها.
وطالت هذه اللعنة العديد من رؤساء الدول والمسؤولين الذين احتفظوا بعلاقاتهم مع بشار الأسد وعملوا على فكّ عزلته، حيث تعرَّضوا لأزمات داخلية أو حوادث مختلفة أودت بحياتهم.
وكان الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة أول ضحايا تلك اللعنة، حيث اضطر عام 2019 إلى الاستقالة تحت ضغط الشارع، تلاه الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي سقط في نيسان/ إبريل 2019 بعد إجرائه زيارة إلى دمشق ولقائه مع بشار الأسد.
وفي نيسان/ إبريل 2020 أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصريحات مؤيدة لبشار الأسد وداعية لسيطرة قواته على إدلب التي اتهمها بأنها تحوي 40 ألف “إرهابي”، ليخرج الشعب المصري بعد أيام بمظاهرات تطالب برحيله وإسقاط نظامه.
كذلك، لقي رئيس وزراء أبخازيا، غينادي غاغوليا، حتفه في أيلول/ سبتمبر 2018 إثر حادث سَيْر على الطريق الواصل بين جنوب روسيا والعاصمة الأبخازية سوخومي بعد يوم واحد من زيارته لبشار الأسد.
كما أن “لعنة الأسد” طالت زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أُدخل المشفى بعد أيام من إرساله رسالة إلى بشار الأسد، رداً على أمنيات بعثها اﻷخير له بمناسبة الذكرى الـ108 لميلاد الزعيم السابق، “كيم سونغ الثاني”.