المصدر: ذا هيل
ترجمة: عبدالحميد فحّام
بقلم: جيم بانكس هو رئيس تجمع لجنة الدراسة الجمهورية.
مع دخول إدارة بايدن جولة أخرى من المحادثات النووية مع النظام الإيراني في فيينا، أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن نهج الرئيس جو بايدن التصالحي قد فشل بشكل كامل. وبدلاً من العمل على تبني صفقة جديدة من موقع ضعف، يجب على فريق بايدن إشراك الكونغرس والعودة إلى موقع القوة من خلال إعادة اعتماد إستراتيجية الضغط الأقصى التي تتبعها إدارة ترامب.
بعد ما يقرب من عام من تسلُّم إدارة بايدن لمهامها في البيت الأبيض، إيران أقرب إلى تحقيق سلاح نووي: ففي شهر نيسان/ إبريل، وصلت نسبة التخصيب إلى 60%.
فقد أنتجوا أيضاً معدن اليورانيوم ويتحدون صراحة مفتشي الأمم المتحدة من خلال منع وصولهم إلى المواقع النووية حيث إن ارتكاب مثل هذا السلوك السيئ والتجاوز الفظيع في الملف النووي وعلى هذا النحو جاء فقط وسط محاولة إدارة بايدن التعامل مع إيران.
وإضافة إلى ذلك فإن إيران تمتلك موارد أكثر بكثير مما كانت تمتلكه قبل عام واحد فقط لتمويل برنامجها النووي وحملتها الإرهابية بسبب رفض إدارة بايدن فرض العقوبات.
فلقد زادت احتياطيات إيران من الأموال التي يمكن الوصول إليها بمقدار 27 مليار دولار هذا العام (بزيادة تزيد عن 750%).
وقد كشف محافظ البنك المركزي الإيراني الأسبوع الماضي أن صادرات النظام غير النفطية (المعادن والبتروكيماويات إلى حد كبير) زادت بنسبة 45% في الأشهر الثمانية الماضية مقارنة بعام 2020، مما زود النظام هناك بـ 7 مليارات دولار نقداً.
ونتيجة لذلك، فإن جهود إيران الإقليمية لزعزعة الاستقرار تخرج عن السيطرة: ففي الشهر الماضي فقط، انخرطت الميليشيات المدعومة من إيران في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي.
وشنّت جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران هجوماً بطائرة بدون طيار على موقع عسكري أمريكي. كما زاد المتمردون الحوثيون الذين تمولهم إيران في اليمن من هجماتهم الصاروخية على أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية؛ واستمرت إيران في احتجاز ناقلات النفط وطاقمها كرهائن. وبشكل مُحيّر، ينظر روب مالي إلى هذا الدليل ولا يزال يؤكد أن "معظم الخلل الوظيفي في المنطقة له جذور في استبعاد إيران".
ويبدو أن إستراتيجية إدارة بايدن طوال الوقت وبأكملها تنطوي على استجداء إيران لإعادة الدخول في الاتفاق النووي الإيراني الفاشل -أو حتى نسخة أضعف- مع عدم وجود خطة بديلة حقيقية بشأن ما يجب فعله إذا استمرت المحادثات في عدم تحقيق أي نتائج.
والسؤال عن سبب اختيار فريق بايدن اتباع هذا المسار غيرُ واردٍ، لا سيما عندما تفكر في مدى نجاح حملة الضغط الأقصى للرئيس ترامب فهي وبعد كل شيء، كادت أن تؤدي إلى إفلاس النظام وخفض النقد الأجنبي لإيران من 120 مليار دولار في أواخر عام 2017 إلى حوالي 4 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2020، مما أضعف بشدة قدرة النظام على تمويل الأنشطة الإرهابية.
وقد سمحت إستراتيجية الضغط الأقصى أيضاً لإدارة ترامب بإعادة توجيه هيكلنا الأمني وتخفيف التوترات في منطقة ابتُليت تاريخياً بالصراع من خلال متابعة اتفاقيات "أبراهام"، وهي اتفاقية سلام تاريخية بين إسرائيل وعدد كبير من البلدان في شمال إفريقيا والخليج.
ومع بدء الجولة التالية من محادثات "فيينا" مرة أخرى، فليس من المستغرب أن تطالب إيران بالمزيد خاصة أن إدارة بايدن تمنح إيران كل ما تريد وتتجاهل تصعيدها النووي وعدوانها الإقليمي فلماذا لا تطلب إيران المزيد؟ كما أن إدارة بايدن تواجه معضلة متمثّلة في أن إعادة ممارسة الضغط هو الخيار المنطقي، لكنه سيكون بمثابة الاعتراف بأن نهج بايدن كان خاطئاً وأن حملة الضغط القصوى لترامب كانت صحيحة. والبديل هو مضاعفة التنازُلات على أمل أن تقبل إيران العودة إلى الاتفاق النووي الفاشل، أو حتى اتفاق أسوأ لتخفيف القيود على المزيد من العقوبات. هذا الأخير أكثر انسجاماً مع أيديولوجية إدارة بايدن، لكن إبرام صفقة أقل سيكون له نتائج عكسية أكثر من خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية.
لذا، ما الذي يجب أن يفعله فريق بايدن؟ يجب على الفريق أن يفعل ما كان يجب عليه فعله طوال الوقت: الانخراط مع "الكونغرس" حيث يقال إن إيران تطلب من إدارة بايدن ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تعيد فرض العقوبات في المستقبل إذا وافقت على صفقة جديدة مع إدارة بايدن. لكن فريق بايدن لا يستطيع تقديم هذا الضمان دون موافقة "الكونغرس".
وسأخبر طهران ووزارة الخارجية الآن – بأنه سيعمل المحافظون في مجلس النواب ليلَ نهارَ لإعادة فرض العقوبات على إيران في حالة عدم وجود اتفاق يلبي المطالب الـ 12 الواردة في مشروع قانون لجنة الدراسة الجمهورية، قانون الضغط الأقصى، الذي يضم أكثر من 100 من الداعمين والذين يتزايدون.
وللحصول على اتفاق دائم مع طهران يدفعهم حقاً إلى تغيير سلوكهم، يجب على إدارة بايدن التخلي عن محادثات "فيينا" والسعي بدلاً من ذلك إلى الحصول على دعم الحزبين في "الكونغرس". وفي المقابل، يجب على "الكونغرس" العودة إلى إستراتيجية الضغط الأقصى التي كانت تعمل بشكل جيد قبل أن يتخلّى عنها فريق بايدن.