نداء بوست-بيروت-خاص
مع اقتراب انتهاء ولاية العهد الحالي في لبنان، وفي ظل الأزمات التي يعيشها على كافة الصعد، تعود مسألة إعادة اللاجئين السوريين إلى الواجهة من جديد، وباتت القوى السياسية تستعملها كورقة ضغط على المجتمع الدولي وحتى العربي.
وتلجأ بعض القوى والأحزاب إلى تحميل اللاجئين السوريين مسؤولية الأزمة والانهيار التي يعيشها لبنان، وقال وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، إنّ “400 ألف ربطة خبز تذهب يومياً للاجئين السوريين في لبنان، وهؤلاء يستفيدون من الدعم”.
وشدد على أنّ “خطأ الدعم بدأ من الحكومة السابقة، ولا يمكن ضبط التهريب وأنا على تواصل مع قائد الجيش جوزيف عون، وهناك سوق سوداء في الأفران”.
من جهته، أشار وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، إلى أن هناك قراراً للبدء في العمل على ملف اللاجئين السوريين بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية، على أن يعود اللاجئون إلى بلادهم شهرياً بأعداد محددة.
وأكد شرف الدين أن النظام السوري تعهد بتأمين مساكن للعائدين، وقال إن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لديها تحفظات بهذا الخصوص، وأبرزها عن مصير المعارضين، لذا تقرر إما أن يعود المعارضون بكتاب تعهد أو يذهبوا إلى دولة ثالثة وهذا شأن المفوضية.
وكان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي هدّد في وقت سابق بإعادة اللاجئين السوريين إذا لم يتعاون المجتمع الدولي مع بلاده في تأمين عودتهم إلى سورية، وقال ميقاتي -أثناء إطلاق “خطة لبنان للاستجابة للأزمة لعام 2022-2023”- إنه “بعد 11 عاماً على بدء الأزمة السورية، لم تعد لدى لبنان القدرة على تحمل كل هذا العبء، لا سيما في ظل الظروف الحالية”.
ودعا المجتمع الدولي إلى التعاون مع لبنان لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وإلا فسيكون للبنان موقف ليس مستحباً على دول الغرب، وهو العمل على إخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم.
في حين أكّد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، أنه من غير الممكن حل مسألة اللاجئين من دون التواصل مع حكومة النظام السوري، وشدد على محورية دور سورية في بناء العلاقات العربية.
ويُؤوي لبنان حوالَيْ 1.5 مليون لاجئ سوري بحسب التقديرات الرسمية، أي ما يناهز ثلث سكان البلد الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية والذي بات عاجزاً عن تأمين الخدمات الأساسية لمواطنيه، بما في ذلك الكهرباء والوقود.