نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
تتواصل الاتصالات واللقاءات السياسية في كل الاتجاهات، استعداداً ليوم الخميس المقبل، موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة، والتي من المقرر أن يجريها الرئيس في قصر بعبدا.
وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الجميع للإسراع في اختيار رئيس جديد للحكومة وتقديم كل التسهيلات لتشكيل الحكومة الجديدة.
ميقاتي شدد على أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي خارطة الحل المتاحة للبنان، والباب الفعلي للمعالجة المطلوبة، معتبراً أن كل تأخير في المعالجة والتنفيذ سيعمّق الأزمة أكثر فأكثر ويجعل كلفة المعالجة أكبر.
ورأى ميقاتي، في حفل تخريج طلاب جامعة العزم في طرابلس شمال لبنان، أن ترف الوقت لم يَعُدْ متاحاً أبداً، وقال: “في خضم الحديث عن تسمية رئيس الحكومة الجديد، تكثر التحليلات والاجتهادات والتأويلات مما يقتضي وضع الأمور في نصابها الصحيح. مثلما لم أتردد يوماً عن الإقدام على تحمُّل المسؤولية وخدمة الوطن، لا سيما في المراحل المفصلية والخطيرة، فكذلك لن أتردد في رفض أي محاولة لإدخالنا في تسويات لا مصلحة للوطن فيها أو في مساومات سياسية مخالفة لقناعاتنا، لم تكن يوماً واردة لدينا”.
ولفت ميقاتي إلى أن الإقدام على الخدمة العامة وشجاعة المواجهة شيء، أما الانتحار والمواجهات السياسية العبثية فشيء آخر، وقال: “مخطئ مَن يعتقد أن رفع الصوت وافتعال الغبار السياسي والإعلامي في وجهنا، يمكنه أن يلزمنا بأن ننزاح قَيْد أُنْمُلة عن قناعاتنا”.
وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال على أنهم مستعدون للخدمة العامة بقناعات وطنية وشخصية واضحة، رافضين تحويل موقع رئاسة الحكومة وشخص رئيس الحكومة مادة للتسويات، وأشار إلى أن المعادلة واضحة ولا تراجُع عنها بضغط الحسابات العددية أو السياسية التي يحاول البعض فرض المساومة عليها.
وفي السياق نفسه، أكّدت مصادر موثوقة لصحيفة «الجمهورية»، أنّ ميقاتي هو المتصدّر الوحيد في نادي المرشحين لرئاسة الحكومة، وأنّ بورصة الأسماء القليلة أو بالأحرى المحدودة التي تمّ التداول بها في الأيام الأخيرة، لم تحمل اسماً موازياً له يمكن أن تلتقي حوله أكثرية نيابية معيّنة تسمّيه في استشارات الخميس، ما يعني أنّ تكليف ميقاتي بات شِبه محسوم الخميس المقبل.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر وزارية أنّ “الاستشارات قد أُخّرت عمداً، إفساحاً في المجال لمحاولات من قِبل بعض الاتجاهات النيابية والسياسية لدفع الميزان النيابي لأن يميل في اتجاه أسماء أخرى غير ميقاتي، إلّا أنّ هذه المحاولات كما يبدو، قد عاكست رغبات أصحابها، فصار همّهم الأساسي والأوحد أن يأتي تكليف ميقاتي -إنْ كان سيحصل- بأصوات أكثرية نيابية هزيلة”.