نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
سجّل الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي سابقة في تاريخ لبنان لناحية تأليف الحكومات، وقدّم تشكيلاً حكومياً جديداً إلى رئيس الجمهورية بعد أقل من 24 ساعة من انتهاء استشاراته غير الملزمة التي أجراها مع النواب يومَي الإثنين والثلاثاء الماضيين، ويدرك ميقاتي جيداً أنّ عون لن يقبل بهذه التشكيل، لكنّه قرّر رمي الكرة في ملعب بعبدا.
ولكن الأجواء التي سادت بعد تقديم التشكيل، لفتت إلى تعقّد الأمر في هذا الملف، ودلّت على سلبية في مقاربة فريق رئيس الجمهورية للتشكيل، حيث تم تسريب هذه التشكيل والأسماء التي تداولها، وهو ما اعتبره البعض أمراً معيباً، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً وهجوماً من ناشطي «التيار الوطني الحر» على الرئيس المكلّف ومسودته.
وأشارت مصادر نيابية مقربة من العهد إلى أن “تشكيلة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي قُدمت بقصد عدم الموافقة عليها وهي مؤشر أولي إلى أنه لا يريد حكومة قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون”.
وعقب تسريب المسودة الحكوميّة، صدر عن المكتب الإعلامي لميقاتي البيان الآتي “على أثر الضجة التي أثارها تسريب بعض المحيطين برئيس الجمهورية مسودة التشكيلة الحكومية التي سلمه إياها الرئيس ميقاتي، عمد «مَنْ نفى التسريب» إلى توزيع خبر عبر أحد المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مفاده «أن الفريق المحيط بالرئيس ميقاتي هو من سرّب المسودة”.
يهمنا في هذا الإطار التوضيح أن أسماء من سرّب التشكيلة ومن سربت إليه من الصحافيين معروفة وموثقة بالوقائع والأدلة، ومن الأفضل أن لا يلعب “المسربون” بنار تؤذي زملاء نحترمهم ونقدرهم، إن القصد من تسريب التشكيلة واضح للعموم، والرسالة وصلت، ونعلن وقف السجال لإنجاح السعي الحثيث لتشكيل الحكومة.
المستشار الاعلامي للرئيس ميقاتي فارس الجميل رأى أن ما حصل من تسريب للتشكيلة الحكومية الجديدة معيب وقال “هذه التشكيلة كان يفترض أن تبقى سرية بين الرئيسين، ونقول لمن سربها إذا كان المقصود بالتسريب تعطيل عملية تشكيل الحكومة فالرسالة وصلت”.
في المواقف، أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، أن الحكومة لن تتشكل وسنُكمل بحكومة تصريف الأعمال، وقال “لو كان هناك أمل بوصول نواف سلام لكنّا طرحنا اسمه بالاستشارات الملزمة، ونحن لم نسمه لأنه لم يطرح برنامجاً واضحاً لرئاسة الحكومة”.
وأضاف: “يجب منع ميشال عون من تشكيل حكومة على صورته ومثاله هو وجبران باسيل قبل نهاية العهد، ولكن لا يوجد أي تفاهم بيننا وبين لا الرئيس نبيه برّي ولا حتى الرئيس نجيب ميقاتي”.