نداء بوست-ريحانة نجم-بيروت
تجدّد الخلاف بين التيار الوطني الحر (المحسوب على رئيس الجمهورية) من جهة ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من جهة أخرى، على خلفية الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة والمسؤولية عن الأزمات التي يعيشها البلد.
وقالت لجنة الإعلام والتواصل في التيار الوطني الحر، في بيان: “احتراماً للضحايا وللشهداء امتنعنا عن الردّ على بيان رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي في يوم ذكرى انفجار المرفأ، لكننا لا نسمح للباطل بأن يتطاول على الحق ولا للفاسد أن يمسّ المناضل، كما أننا نتجاوز التعليق على قراره المعروف برفض تشكيل الحكومة حيث أبلغ هو الكثيرين بأن الوقت ضيّق والحكومة لن تنجز، وبالتالي لا داعي لحكومة جديدة. كذلك نتجاوز أكاذيبه عن الكهرباء، وهو صاحب المشروع الوحيد فيها: شركة نور الفيحاء”.
وأضاف بيان اللجنة: “أما وقد قررت يا ميقاتي الافتراء على التيّار الوطنيّ الحرّ واتهامه بالفساد فإنك قرعت الباب لتسمع الجواب. نسألك أولاً: مَن أنت؟ وما هو تاريخك المليء بالفساد؟ ومَن تمثل شعبياً؟ وما هي إنجازاتك الوطنية لتتطاول على تيارٍ تاريخه النضال؟ وكيف لك أنت الذي أمضيت سنينك بالصفقات والسمسرات والعمولات أن تتناول من قضى عمره في الساحات دفاعاً عن الوطن واستقلاله والدولة ومؤسساتها بمواجهة المحتلين والطامعين والفاسدين”.
وتابع البيان: “أمرك عجيب يا نجيب، فأنت تتهم التيّار الوطنيّ الحرّ بالفساد فيما جعلت من الفساد نهجاً لحياتك منذ أن بدأت في لبنان خلال الحرب بالمتاجرة بالخطوط والاتصالات الدولية المشبوهة، وانتقلت بعدها إلى سورية تستجدي نظامها لتجمع من قطاع الاتصالات فيها ثروة قبل أن تنقلب عليها، مالاً وسياسةً، فبات موقفها منك معروفاً”.
وقال البيان: “لقد طفح الكيل ولن نسمح لأمثالك أن يتطاول على تيّار سياسي وشعبي معمَّدٍ بدم الشهداء ومحصَّن بشرعية الناس. أما أنت فمن أنت في السياسة ولم تتجرأ على الترشح ولم تتمكن من إيصال أي نائب، ومن أعارك ثوب شرعّيته بتسميتك ينزعه عنك ساعة يشاء”، واستطردت أنه “كيف تسمح لنفسك أن تتطاول على أكبر كتلة نيابية وتحقد عليها، فقط لأنها رفضت أن تسمّيك لرئاسة الحكومة بعدما اختَبَرَت عجزك وعدم إقدامك لا بل جبنك لاتخاذ أي قرار لا يُرضي معلّميك في الداخل، ولهثك وراء الخارج خوفاً على مصالحك”.
وختمت اللجنة الإعلامية للتيار بيانها بالقول: “إننا نكتفي بهذا الآن، وأيّ تطاول إضافي منك سيكون ردّنا عليه بمزيد من التفاصيل التي سوف تنكشف تباعاً عنك وعن فسادك”.
وتعقيباً على البيان الّذي أصدره “التيار الوطني الحر” قال المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بيان: “الناس في وادٍ و«تيّار قلب الحقائق» في وادٍ، ولذلك سيكون ردّنا مقتضباً ولمرّة أخيرة، منعاً للتّمادي في الابتزاز السّياسي وفي سجالات عقيمة ليس هذا أوانها، في ظلّ الأوضاع الّتي يمرّ بها البلد عموماً وقطاع الكهرباء خصوصاً”.
وأشار البيان، إلى أنّ “بيان «التيّار» يعكس نظر صاحبه في مرآة منزله. ولأنّنا نتّبع القاعدة المعروفة الّتي تقول: إنّ الضّرب بالميّت حرام. لن نضرب في «ميّت التيّار»، مكتفين بهذا القدر، ومستلهمين بتصرُّفٍ قول الأديب سعيد تقي الدين: “ما أفصح «حامل العقوبات الدّوليّة» على فساد موصوف، عندما يُحاضِر بالعفّة والنّزاهة والاستقامة”.