نداء بوست – بيروت – ريحانة نجم
تشهد مناطق التوتر في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت حالة من الهدوء الحَذِر، وسط إجراءات ملحوظة للجيش اللبناني في المنطقة، حيث قام باستحداث حواجز في الطرقات المؤدية إليها وتحديداً في "الطيونة" و"عين الرمانة" و"العدلية".
وشهدت الساعات الماضية سلسلة اتصالات سياسية وأمنية، تمحورت حول ضرورة توضيح ملابسات ما جرى، مع التأكيد على تحقيق نزيه وشفاف، في وقت باشرت القُوَى الأمنية تحقيقاتها، وسحبت عناصر الجيش كاميرات المراقبة من عدد من المنازل والمحالّ في المنطقة، وبدأت الجهات المعنية تحليل المعلومات لتبيان ما قد تحمله من عناصر تفيد التحقيق وتحديد المتورطين في إطلاق النار وعمليات القنص، كما تحدثت المعلومات عن توقيف 19 شخصاً حتى الآن ثبت تورُّطهم في الاشتباك المسلح.
وتحدثت مصادر موثوقة قريبة من ملف التحقيق "أن الاتصالات الجارية تسير على خطين متوازيين، الأول في اتجاه التأكيد على السلم الأهلي ومنع العبث باستقرار لبنان، ودور الأجهزة العسكرية والأمنية في الحفاظ على الأمن وردع أي محاولة من أي جهة كانت للعبث به، وكذلك في اتجاه كشف الفاعلين والمتورِّطين وتحديد المسؤوليات والأهداف الكامنة وراء هذا التفجير، والخط الثاني، يذهب في اتجاه بَلْوَرة مخرج لـ"أزمة التحقيق العدلي" في انفجار مرفأ بيروت.
وفي هذا السياق، عبَّر رؤساء الحكومات السابقون سعد الحريري وتمام سلام وفؤاد السنيورة عن صدمتهم البالغة، وأسفهم الشديد، وإدانتهم الكاملة للأحداث المستنكرة، التي ذهب ضحيتها عدد من الضحايا الأبرياء، ورأى الرؤساء في بيان أنّ هناك مَن لا يزال يحاول دفع اللبنانيين مجدَّداً إلى مربعاتهم الطائفية والمذهبية ويثير النُّعرات والخلافات بينهم، ويضعهم من جديد في ذكريات وكوابيس الحروب الأهلية المقيتة والمرفوضة، وأكَّدوا في بيانهم، على "التزام احترام الحرّيات العامة وفي أولها حق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي ضِمْن القوانين المتَّبعة".