توفي اليوم الثلاثاء المخرج الفرنسي السويسري “جان لوك غودار”، عن عمرٍ ناهز 91 عاماً، بعد مسيرةٍ طويلة في عالم السينما، أخرج خلالها 70 فيلماً سينمائياً.
وأكدت عدة وسائل إعلام فرنسية، أنها علمت بنبأ وفاته من أقاربه، دون تفاصيلٍ عن سبب الوفاة.
يعتبر “جان لوك” أحد رموز أفلام الموجة الفرنسية الجديدة، الذي أحدث ثورة في السينما الشعبية بالستينيات، بحسب وسائل إعلام محلية.
ولد “غودار” لعائلةٍ فرنسية سويسرية ثرية، في 3 ديسمبر/ كانون الأول 1930، في العاصمة الفرنسية باريس.
70 فيلماً في أرشيفه
لم يكن “جان لوك غودار” قد بلغ الثلاثين من عمره، عندما أخرج فيلمه الأوّل، “منقطع النفَس” عام 1960، والذي حصد أكثر من مليونَيْ مشاهدة في فرنسا، وحظي بإشادة عدد من أبرز نقّاد الفن السابع في ذلك الوقت.
دفعت أفلام المخرج “غودار” الممثل الفرنسي “جان بول بلموندو” إلى النجومية، فيما تصدّرت مسرحيته المثيرة للجدل “هيل ماري” عناوين الصحف، عندما انتقدها البابا “يوحنا بولس الثاني” في عام 1985.
رحَل غودار في منزله ببلدة “رول” السويسرية، تاركاً وراءه نحو سبعين فيلماً، بين إخراجٍ فرديّ أو مشترك، وضعها خلال ستّة عقودٍ من العمل، كثيرٌ منها يُعَدّ اليوم من كلاسيكيات السينما وتُحفها، مثل “أن تعيشي حياتك” (1962)، و”الازدراء” (1963)، و”بييرو المجنون” (1965)، و”أنقذْ ما استطعت إنقاذه: الحياة” (1980).
الخروج عن المألوف
لا يختلف نقّاد السينما ومؤرّخوها على استثنائية تجربة المخرج الفرنسي – السويسري، إن كان في نصوصه (وهو الذي كتب أغلب سيناريوهات أفلامه أو شارك في كتابتها)، التي أخرجت الحبكة السينمائية من سذاجتها شكلاً ومضموناً، أو في الجرأة التي ميّزت إخراجها ومونتاجه، أو حتى في مواضيعه التي طرحها.
تميزت أفلام “غودار” في الرغبة في الخروج من السينما التقليدية، في الشكل كما في المضمون، والذهاب نحو أعمال لا تلهث وراء إنتاجات ضخمة، ومعدّات من الطراز الأول، ولا وراء أبطال وسيمين وخارقين، بل تعمل بأدوات بسيطة نسبياً، وتنشغل بأشخاص عاديين، ثائرين في الغالب على التقاليد، ومشغولين بالمجتمع والآخر، مع تركيز على الأسئلة الوجودية والأساسية في الحياة.
وضع المخرج الراحل ما يُعادل فيلماً واحداً خلال كلّ عام من مسيرته، وصولاً إلى عام 2018 الذي شهد خروج فيلمه الأخير “كتاب الصورة” إلى الصالات، وتوّج فيه مسيرة من التجريب والبحث عن وسائل تعبيرية مختلفة (الفيلم أشبه بمقالة فكرية بصرية من كونه فيلماً سردياً). وخلال هذا المشوار، ظلّ غودار متمرداً على السائد، ورافضاً هيمنة السينما التجارية.