لم تتمكن "أم بسام" من شراء ألبسة العيد لأولادها هذا العام في تركيا، بسبب الإعلان المفاجئ لبدء حظر تجوال شامل في عموم الولايات التركية. والذي يستمر حتى نهاية العيد.
وقالت "أم بسام" التي تسكن في "أضنة" جنوبي تركيا إنها "لم تتمكن من شراء ألبسة العيد لأولادها هذا العام مثل السنة الفائتة، بسبب الحظر الطويل هذه المرة، لأنها ستضطر إلى توفير القليل من المال خشية حدوث طارئ جديد يوقفها عن العمل في ورشة الخياطة، ما يدفعها إلى صرف الأموال القليلة التي جمعتها في وقت سابق.
وتضيف أنّ حالها يشبه حال الكثير من السوريين في تركيا، لأن الحظر الطويل (18 يوماً) يعني أنّ الأعمال متوقفة لمدة أكثر من أسبوعين، وبالتالي لا يوجد أي دخل يومي، وهذا أمر صعب بالنسبة للسوريين في تركيا، ممن يعملون بـ "المياومة".
ودخلت تركيا في حظر للتجوال، مساء التاسع والعشرين من نسيان الفائت، ويستمر حتى السابع عشر من أيار الجاري، وذلك في إطار الحدّ من انتشار فيروس كورونا الذي سجّل أرقاماً مرتفعة، وصلت في بعض الأحيان إلى الأعلى عالمياً من حيث أعداد المصابين.
"ياسر" شاب سوري يقيم في كهرمان مرعش، كان يحضّر نفسه وعائلته لزيارة أمه في شمال غرب سوريا (إدلب) لقضاء العيد عندها، مشيراً إلى أنه كان يأمل أن يتم فتح المعابر هذه السنة للذهاب إلى سوريا وقضاء العيد إلى جانب أمه.
وأعرب "ياسر" في حديث لـموقع "نداء بوست" عن حزنه بسبب عدم استطاعته وعائلته الذهاب إلى سوريا للسنة الثانية على التوالي بسبب إغلاق المعابر في فترات العيد، بسبب تفشي وباء كورونا.
من جانب آخر، يرى "أحمد" أنّ العيد سيكون مثله مثل غيره من الأعياد، حيث اعتاد على أن يقضيه في المنزل، ويتواصل مع أهله في سوريا عبر الإنترنت، ومن ثمّ الذهاب مع أصدقائه إلى بعض الأماكن السياحية، ولكن طالما أنّ الحظر على الجميع فلا بأس، كما يقول "أحمد".
ويعيش في تركيا 3.6 مليون لاجئ سوريّ، يعمل معظمهم في مهن يدوية حرّة بأجر يومي عادي، لتأمين متطلبات الحياة، واعتاد السوريون في كل مناسبة الذهاب إلى سوريا لقضائها والعودة إلى سوريا، إلّا أن السلطات التركية أغلقت المعابر الحدودية للزيارة، منذ بدء تفشي وباء كورونا، واقتصر عملها على الأعمال الإنسانية واللوجستية والعسكرية
وأعلنت تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا والأردن والكثير من دول العالم الإسلامي، أنّ يوم غدٍ الخميس هو أول أيام عيد الفطر السعيد.
دعا وزير الداخلية التركية، سليمان صويلو، المواطنين إلى الالتزام أكثر بالتدابير المفروضة بسبب وباء كورونا، مشيراً إلى أنّ "تضحية أخرى ستضمن أياماً جيدة لاحقاً في البلاد وسيكون الفيروس قد أصبح تحت السيطرة تماماً".
وقال "صويلو" في بيانٍ: "نحن نقترب من العطلة.. ونأمل تضحية أخرى من أمتنا. لأن هذا المرض ينتقل عن طريق الاتصال.. معا، يجب أن نتبع التدابير. وإلا فإن تضحياتنا ستذهب سدى إذا لم نمتثل للإجراءات خلال العيد".
وأعلنت وزارة الصحة التركية في بيانٍ يوم أمس، أنّ عدد الإصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغ 14.497 حالة ليصبح العدد الكلي للإصابات في تركيا 5.059.433.
وقالت الوزارة إنه "تم تسجيل 278 وفاة جديدة ليصل عدد الوفيات الكلي 43.589 حالة في منذ بدء تفشي الوباء في تركيا.
وأضافت الوزارة أنه "تم تسجيل 22.253 حالة شفاء خلال الـ 24 ساعة الماضية ليرتفع عدد المتعافين من الوباء إلى 4.766.124 شخص منذ بدء تفشي الوباء.
وأضاف الوزارة أنها أجرت 226.452 اختباراً للمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية ليصبح عدد الاختبارات 49.830.456 اختبار. ويوجد 2.975 شخصاً على أجهزة التنفس الصناعي.