نداء بوست-كندة الأحمد-تحقيقات ومتابعات
بلفتةٍ جميلة وبادرة إنسانية قيّمة، يستذكرون آلامهم ويخففونَ صعاب الحياة، بأيادٍ بيضاء وقلوب مؤمنة بهؤلاء المكافحين الذين يصارعون ما أثقلَ أجسادهم لكنه لم يهزم العزيمة والإرادة القوية، فرغم التحديات والصعاب استطاعوا أن يخرجوا ببصيص أملٍ يعيد الابتسامة إلى وجوههم ويصنع لحظةً ربما تكون فارقة لهؤلاء الأبطال.
ديمة سيدة سورية دعمت مرضى السرطان “بأقل ما هو واجب فعله” على حد تعبيرها وتقول لنداء بوست: ” في يوم عيد ميلادي قصصتُ شعري وقمتُ بإهدائه لجمعية مرضى السرطان للأطفال والنساء وهذا جزء صغير لا يقارن بحجم المعاناة، وبذلك أردت أن أعبر عن دعمي لكل مريض”.
بادرة إنسانية لا تشعر بأنها فعلت شيئاً، فرغم أن “الشعر” خسارة كبيرة لأي امرأة، ومجرد التفكير بها هو ضعف لكنها لم تشعر سوى بالعطاء تجاه كل أحد يصارع مرض السرطان.
تقولُ ديمة “رأيتُ المعاناة عندما كانت جائحة كورونا تغزو العالم، رأيت الحاجة الملحة بأنهم يحتاجون أن نقوم بأي شيء لنشعرهم بأننا نتذكرهم وأننا بجانبهم فهناك سيدات وأطفال بحاجة لكلمة أو ابتسامة تملأ فراغهم خلال المعركة التي يخوضونها في سبيل التغلب على هذا المرض الخبيث”.
ولفتت ديمة بقولها “كنت أبحث مطولاً عن مراكز لكي أقدم هذه الهدية المتواضعة “شعري” بحيث يكون مطابقاً لمعايير التبرع الخاصة بمراكز مرضى السرطان أي يعني ذلك بأن يكون الشعر خالٍ من الملونات والصبغات التجميلية للشعر وأن يكون الطول للشعر المقدم 30 سم بالإضافة لخلوه من المواد المجعدة المؤذية للشعر، ومربوطاً بشكل جيد، فوجدت أنه مطابق لقواعد المركز فسارعت بتقديمه على الفور”.
لم تتردد ديمة بهذه الخطوة إطلاقاً فرغم الأسئلة التي تكررت من المحيط ومن الأصدقاء لإقدامها على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة لم تكن شيئاً بالنسبةِ لها فهي سعيدة بهذه الخطوة عسى أن تكون فارقة ولو بجزءٍ بسيط ومحفز ليشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في هذا العالم وأن الجميع يساندهم.
يقولُ محمد وهو مدير جمعية الأمل الخيرية السورية المعنية بدعم مرضى السرطان في تركيا: “يختلف الدعم المادي والنفسي لدينا وبطرق مختلفة فكلها مؤثرة في نفسية المرضى، نقدم الدعم بشتى الوسائل من الناحية المادية كجمع التبرعات لتأمين احتياجات المرضى وتغطية شاملة لمصاريف العلاج والجرعات الكيميائية والعمليات إذا لزم الأمر.
يأتي معظم مرضى جمعية الأمل من الشمال السوري للبدء برحلة العلاج في تركيا وبتنسيق مع الجهات التركية لدخول المرضى من الحدود السورية التركية لكن المشافي الحكومية التركية لا تغطي التكاليف بشكل متكامل فيأتي هنا دور الأمل بتنسيق من البداية وتأمين كافة احتياجات المريض.
ويضيف محمد “إن مراكزنا تقدم رعاية كاملة من المسكن والطعام والرعاية الصحية بالإضافة للخدمات النفسية والقانونية في أروقة المستشفيات التركية وأمور كالترجمة والمواصلات والشؤون الاجتماعية في دوائر النفوس وأخذ مواعيد للمريض.
ويقول أيضاً “هناك مساعدات مالية ضخمة تقدم من أصحاب الخير لهؤلاء المرضى في حالات نادرة نوعاً ما تكون مخصصة لعمليات ذات تكلفة عالية.
ولفت بقوله “تم العمل على تكثيف جهود الجمعية من خلال ثلاثة مشاريع رئيسية في سورية عيادة متنقلة للكشف المبكر عن مرض السرطان ومركز ثابت في الشمال السوري هيموغرافي وبالإضافة لمركز رعاية أولية معني بتشخيص الحالات غير المستعصية ومشروع دعم الأدوية وغالباً نعمل على أولوية تأمين الأدوية في سورية قبيل مجيء المريض على تركيا لتسهيل الأمور عليهم“.
يقول محمد مدير العلاقات العامة في أحد المستشفيات لعلاج الأمراض السرطانية، في إسطنبول “هناك تفاصيل يحتاجها الأطفال بسيطة جداً كالدعم النفسي والمادي من خلال جمع الأموال والتبرعات لتغطية تكاليف العلاج والجلسات التي يحتاجها المرضى بسبب ارتفاع تكاليف الجرعات التي تبلغ أموالاً تختلف من مريض إلى أخر”.
وشدد محمد في حديثه ” على ضرورة الدعم النفسي الذي يجب أن يكون بإشراف جمعيات معترف بها من قبل الحكومة التركية معنية فقط بدعم مرضى السرطان وأن تكون هذه المشاريع هادفة لتحسين نفسية المرضى على سبيل المثال نسج ألعاب صغيرة للأطفال أو تنسيق مباريات لكرة القدم وكرة السلة وإقامة حفلات ورحلات ترفيهية وزيارات متكررة بهدف إعادة دمجهم بالواقع لكي لا يشعروا بالاختلاف عن البقية.
آثار الحرب السورية على مرضى السرطان
ونوّه محمد في حديثه قائلاً “هناك حرب وكارثة إنسانية نمر بها لا سيما أن العديد من مرضى السرطان كانوا ضحيةً لهذه الحرب فهناك مرضى بقوا بلا علاج مما أدى إلى سوء حالتهم الجسدية والطبية وبالتالي حدث تغيير مفاجئ في الوضع الصحي وأدى للوفاة”.
تضررَ العديد من الأطفال المصابين بمرض السرطان ويحتاجون الآن إلى دعمنا جميعاً في ظل عمل موثوق يشرف على سير دعم كلي لمريض السرطان من البداية حتى الشفاء بإذن الله”.