نداء بوست -أيهم الشيخ- إدلب
أكدت منظّمةُ “ميرسي كورب” الإنسانيةُ العاملة في مناطق شمال غرب سورية أن “الآثارَ المتتاليةَ للصراع في أوكرانيا تهدّدُ بتفاقم انعدامِ الأمن الغذائي.
والذي يتصاعد بالفعل بعد عقدٍ من الصراع وعدمِ الاستقرار الاقتصادي، مؤكدة أن أسعارَ المواد الغذائية في بعضِ المناطق السورية ارتفعتْ بنسبة تصل إلى 67% من جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما أصدرت المنظمة تقريراً جاء فيه أنه حتى قبلَ اندلاع الصراع في أوكرانيا، شهدت منطقةُ شمالِ غربي سورية زيادةً بنسبة 86% في أسعار المواد الغذائية من كانون الثاني 2021 إلى كانون الثاني 2022.
كما أكد مديرُ المنظمة في سورية كيرين بارنز: “حتى قبلَ الحرب في أوكرانيا، أصبح شراءُ الخبز أمراً لا يمكن تحمّلُه بشكلٍ متزايدٍ بين السوريين.
وأشار إلى أن الغالبيةَ العظمى من القمح المستوردِ من تركيا إلى شمالِ غربي سورية هي من أصل أوكراني، ولا يوجد في المنطقة إنتاج محلي يكفي لتغطيةِ احتياجاتها من الخبز”.
وأضاف في حديثه أن “انخفاضِ إنتاج القمح في إدلب من 700 ألفٍ إلى 33500 طنٍ، نتيجةَ قلّةِ الأراضي التي يمكن زراعتُها بسببِ قلّة هطولِ الأمطار، واستمرارِ الصراع، وتلوّثِ الأراضي، وتوقّعَ تعطلَ توزيعِ الخبز المدعوم في مدينةِ إدلبَ ومناطق أخرى في المحافظةِ في المستقبل القريب.
واعتبر أن احتياطياتِ الوقود في المنطقة كافيةٌ لتستمرَّ لمدّةِ شهرٍ إلى شهرين، ويرجعُ ذلك بشكلٍ أساسي إلى عدم كفاية مرافقِ التخزين.
كما أكد أنَّ أيَّ زيادةٍ في أسعار الوقود تُزيد من كلفةِ نقلِ الطعام، ويمكن أنْ تحدَّ من قدرةِ المخابزِ على استخدامِ الآلات اللازمة لإنتاج الخبز.
يشكو محمد أبو سمير من ارتفاع المواد الغذائية الجنوني منذ بداية الحرب الأوكرانية مؤكداً أن الأسواق تأثرت فيها بالفعل، وأصبح أثرها على المواطنين يعود بشكل مباشر، وخصوصاً أن أكثر المواد طلباً من قبل الناس باتت ترتفع بشكل كبير.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست”: لقد “حصلت على كارت مساعدة من قِبل منظمة “أكتيد” يضم السماح بشراء مواد بقيمة 65 دولاراً بشكل شهري، ولكن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية أصبح الكارت لا يستطيع شراء نصف المواد التي كنت أشتريها قبل اندلاع الحرب الأوكرانية.
من جهته أكد فريق منسقو استجابة سورية أن أسعار المواد الغذائية سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية بالتزامن مع بداية شهر رمضان.
كما شهدت المنطقة ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد بنسب متفاوتة وفق التصنيف التالي.
حيث ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 33.4%، وسجلت أسعار الحبوب ارتفاعاً بنسبة 29.2%، وأسعار القمح بنسبة 42.3%.
وبحسب الفريق فإن أسعار الزيوت النباتية سجلت ارتفاعاً بنسبة 62%، وأسعار الألبان بنسبة 17.9%
كذلك أسعار السكر بنسبة 54%، وأسعار اللحوم بأنواعها بنسبة 34%، كما سجلت أسعار الخضار والفاكهة ارتفاعاً بنسبة 48%.
وذكر الفريق أن ارتفاع أسعار المواد جاء بالتزامن مع العجز الواضح في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات المحلية، وخاصةً مع مقارنة أول يومين من شهر رمضان بالعام الماضي، وانخفاض بنسبة 34% عن العام السابق.
كما أوضح الفريق أن الأوضاع الحالية تتطلب زيادة الرقابة على أسعار المواد بشكل عام في المنطقة، إضافةً إلى تحسين الأوضاع الإنسانية للمدنيين في المنطقة من خلال زيادة نسبة الاستجابة الإنسانية الفعالة، وخاصةً في الشهر الحالي، لا سيما أن الآلاف من العائلات لم تعد قادرة على تأمين وجبة طعام واحدة يومياً.
وحث الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على زيادة مشاريع التغذية في شهر رمضان والعمل على شمولية كافة المناطق بغية تحقيق استقرار فعلي للمدنيين عموماً والنازحين ضِمن المخيمات بشكل خاص.
وفي سياق متصل، طالب عدد من النشطاءِ على مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة محال الخضار والفواكه والتوقف عن شرائها وذلك عقب وصول أسعارها إلى مستويات قياسية.
ودعا النشطاء المدنيين إلى المشاركة بحملة المقاطعةِ، والتوقّف عن شراء “الخضار والفواكه”، عقبَ الغلاء الفاحش مع حلول شهرِ رمضان المبارك.
كما كان ارتفاع أسعار الخضار والفواكه يفوق قدرات المدنيين الشرائية بأضعاف، في ظلّ انتشار البطالة وضعفِ الأجور اليومية.
وتهدف الحملةُ إلى مقاطعة شراءِ الخضار والفواكه من الأسواق، من أجل أن تكسد وذلك من أجل إجبار التجار على تنزيل أسعارها في ظل عدم قدرتهم على تحمل الخسائر.