هناك مؤشرات على تقوية العلاقات بين كوريا الشمالية وسوريا، وهما من أكثر الدول عزلة في العالم.
وفقًا لتقرير جديد صادر عن موقع "نورث-38" الكوري الشمالي، فإن سوريا "ترغب في الحفاظ على علاقاتها التاريخية مع كوريا الشمالية" ، بينما يقوم الكوريون الشماليون بتزويد نظام بشار الأسد بتكنولوجيا الأسلحة التي تم استخدامها في الحرب السورية، والدفاع عن حكومة الأسد لكي لا تتعرض للانتقاد.
وقد قيل إن كوريا الشمالية أرسلت أسلحة إلى سوريا بينما كان نظام الأسد يحارب "المتمردين"، بل ويقال إنه تم ارسال وحدات قتالية إلى سوريا، حتى أن هناك حديقة في دمشق تحمل اسم كيم إيل سونغ، أول زعيم لكوريا الشمالية وجدّ الزعيم الحالي كيم جونغ أون.
وفقًا للتحليل، تعززت العلاقات التاريخية بين كوريا الشمالية وسوريا بشكل خاص منذ أن خلف الأسد والده حافظ الأسد بعد وفاته في عام 2000.
وقد ساعد البلدان بعضهما البعض في طموحاتهما النووية، من خلال المفاعل النووي الكوري الشمالي في يونغبيون وهو نموذج لمفاعل "الكبر" النووي السوري.
وعندما قصفت إسرائيل موقع "الكبر" في عام 2007 ، قيل إنها قتلت العديد من العلماء الكوريين الشماليين الذين كانوا موجودين.
قال الجنرال "علي رضا عسكري" ، الجنرال الإيراني رفيع المستوى الذي انشق ولجأ إلى الولايات المتحدة في عام 2007 ، للمسؤولين الأمريكيين أن البرنامج النووي السوري "ممول من إيران وبني من قبل الكوريين الشماليين"، وهي معلومات استخباراتية تشاركتها الولايات المتحدة مع إسرائيل، مما أدى إلى قيام الإسرائيليون بقصف المنشأة في وقت لاحق من ذلك العام، فيما عُرف باسم عملية البستان.
في غضون ذلك، رفضت سوريا مواكبة العقوبات ضد كوريا الشمالية.
وفي عام 2014 ، صدق مراقبو الانتخابات من كوريا الشمالية على فوز الأسد في الانتخابات – وهي مفارقة ، بالنظر إلى أن أياً من الدولتين غير معروف عنهما القيام بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
كما نظر التقرير الصادر عن "نورث-38" في التعاون المستقبلي بين البلدين، بحثًا في ثلاثة احتمالات:
أولاً: العقوبات على سوريا يمكن أن تشجع كوريا الشمالية على المشاركة بشكل أكبر في جهود إعادة بناء سوريا.
ثانيًا: يمكن لسوريا أن تلعب دورًا في التعاون بين كوريا الشمالية وإيران، أو على الأقل مع وكلاء إيران.
ثالثاً: يمكن أن تساعد كوريا الشمالية سوريا في الرد على الضربات الجوية الإسرائيلية.
وخلص التقرير إلى أنه "على الرغم من عقوبات الأمم المتحدة المعوقة، تظل الشراكة بين سوريا وكوريا الشمالية قوية". نظرًا لأن كوريا الشمالية تعتبر علاقتها مع سوريا ركيزة أساسية في شبكة شراكتها مع الدول المعادية للغرب، مثل كوبا وإيران وفنزويلا، فمن المرجح أن تستأنف التبادلات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين بيونغ يانغ ودمشق بمجرد انحسار فيروس كورونا.
لذلك يجب على المسؤولين الأمريكيين مراقبة العلاقات بين سوريا وكوريا الشمالية عن كثب، حيث يسعون لعزل نظام الأسد المحاصر والحد من انتشار الصواريخ الباليستية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
المصدر: ذا ناشيونال انترست / ترجمة: نداء بوست