نداء بوست-جورجيوس علوش-السويداء
أحد أشهر المدن الأثرية الرومانية والتي تتربع على ارتفاع 1250م عن سطح البحر وتتوسط الجبال التي تغطيها الاحراش، مدينة “كاناثا” أو ما تسمى “قنوات” حالياً تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء على بعد 7كم هذه المدينة الأثرية.
وتحتوي على أهم المعالم الأثرية الرومانية وهي :أربع معابد “هليوس آلهة الشمس ، وزيوس، آلهة الحكمة أثينا، واللمثيميوم آلهة المياه “، ويتوسطها المسرح الروماني “الأدويون “والكنيسة /البازليك، والحمامات ، والمباني الرسمية ، وخزانات المياه واقنيتها ، والبوابات وسورها ، والمدافن ، والابراج.
هذه المدينة الأثرية سكنها الإنسان القديم منذ العصور الحجرية الوسطى والحديثة، حوالي 4000 إلى 12000سنة قبل الميلاد، وأيضاً استقرت فيها مختلف الموجات القادمة من شبه الجزيرة العربية من أكاديين وأموريين وكنعانيين وآراميين وآشوريين.
لكن مع بداية الألف الثالث قبل الميلاد غزاها السلوقيين والبطالمة، وفي القرن الرابع قبل الميلاد غزاها أيضاً الرومان والبيزنطين.
المصادر الدينية والتاريخية تقول بأن إسمها القديم “كاناثا” أما النصوص اليونانية واللاتينية فتقول بأن إسمها “كانوتا ” وقد كانت دار لصك النقود حيث ظهر إسمها على النقود الرومانية التي صكت في القرن الأول قبل الميلاد.
واستمرت إلى القرن السادس الميلادي ، لكن الوثائق القديمة تقول بأن أصل التسمية آرامي يعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد عندما سكنها الاراميون.
أما عن أهميتها التاريخية والحضارية فهي تعود إلى عام 50 قبل الميلاد عندما انضمت إلى إتحاد المدن العشر “ديكا بوليس” وهو ائتلاف جمع عدد من المدن التجارية وهي (فيلادلفيا ، عمان ، جرش ، إربد ، أم قيس ، درعا ، بيت راس ، نابلس ، الحصن ، دمشق) واعتبرت وقتها كاناثا محطة تجارية هامة على طريق دمشق – بصرى وقد شهدت تطوراً اقتصادياً في مجال الزراعة.
أما في العصر البيزنطي فقد كانت مركزاً دينياً للأساقفة مرتبط بانطاكية، ومركزاً مهماً للحج المسيحي إلى جانب الكنيسة الكبرى في مدينة السويداء.
وقد أولاها الرومان أهمية كبرى واعتبرت في عام 60 قبل الميلاد واحدة من أهم المدن الرومانية العشر القديمة .
قياسات المدينة القديمة تبلغ حوالي 1500م وعرضها 750م بها جسر روماني ومسرح منحوت في الصخر يحتوي على 9صفوف من المقاعد و أوركسترا يبلغ قطرها 19م ويوجد أيضاً نيمفيوم وقناة رومانية ومعبد كبير مع رواق وأعمدة في شمال غرب المدينة يعود بناؤه إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد
وفي عام 2002تم إكتشاف نقش في معبد هيليوس كان مخصص للإله المحلي رابوس أما النصب التذكاري المعروف بإسم (السرايا)فيعود إلى حوالي القرن الثاني الميلادي وقد كان معبداً ثم تحول إلى بازيليكا مسيحية في القرنين الرابع والخامس ميلادي وطول النصب 22م أمامه رواق خارجي وردهة بها 18عمود.
المستكشف الألماني هيرمان بورخارت زار كاناثا “قنوات “اليوم في عام 1895م والتقط صوراً فوتوغرافية محفوظة في المتحف الاثنولوجي في برلين.