نداء بوست – متابعات – بيروت
ودّع سفير النظام السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي، منصبه أمس الجمعة، بعد 13 عاماً كأول سفير سوري في هذا البلد.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن سفير النظام، أجرى “زيارته الوداعية”، ملتقياً وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، عبد الله بو حبيب.
وكان النظام السوري عيّن علي عبد الكريم علي، كأول سفير في لبنان، عام 2009، وجاءت هذه الخطوة التي وُصفت بـ”التاريخية” حينها، تنفيذاً لمعاهدة بدء العلاقات الدبلوماسية منذ استقلال لبنان وسورية، وفتحها الطرفان في 15 تشرين الأول 2008.
وقُبيل إنهاء تكليفه كسفير، ادّعى علي عبد الكريم، أنه “وفقاً لاستطلاعات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 89% من اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى بلادهم، ما يناقض بشكلٍ كبير أرقام وبيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وشدّد عبد الكريم على أن “السوريين يريدون العودة”، مكرراً تصريحاته السابقة بأن “المساعدات التي تقدم للسوريين في لبنان إذا ما قُدمت لهم داخل سورية تكون تشجيعاً لهم”.
وقال سفير النظام في بيروت: إن “الأسد قدّم كل التسهيلات لتشجيع السوريين على العودة، بما فيها قانون العفو عن الإرهاب الذي لم يصل إلى القتل، وهذا أقصى درجات التسهيل”، وفق زعمه.
ويتناقض الرقم الذي تحدث عنه سفير النظام في بيروت مع بيانات مفوضية اللاجئين، التي تؤكد على أنه خلال السنوات الثلاث الماضية عاد أقل من 1% فقط من اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة (سورية ولبنان والأردن).
وذكرت بيانات المفوضية أن 38235 لاجئاً عادوا في عام 2020، و35680 في عام 2021، و33398 في عام 2022، في حين يقول 1.7% فقط من اللاجئين السوريين إنهم يفكرون في العودة إلى سورية، وفق استطلاع للمفوضية.
ولم تشر أي من بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أو أي من الوكالات الأممية أو المنظمات الإنسانية الدولية، إلى أي أرقام قريبة من الرقم 89% الذي ذكره سفير النظام السوري، ما يشير إلى أنه يختلق الأرقام والبيانات لتعزيز رواية النظام عن “العودة الآمنة للاجئين السوريين”.
من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني: إنه “لدينا جار واحد هي سورية، ومهما صعبت الأمور يجب أن نتعاون مع بعضنا”، مشيراً إلى أن “التعاون حالياً هو في قضية النازحين السوريين”.
وقال الوزير اللبناني: إن هذا التعاون “قائم بواسطة الأجهزة الأمنية في كِلا البلدين، كما سنتعاون في قضايا عدة، ومنها عودة النازحين والترسيم بين سورية ولبنان وكلها لن تحصل إلا بالتعاون بين البلدين”.
وكان وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين، أعلن أول أمس أن 6 آلاف لاجئ سوري سيعودون إلى بلادهم، الأربعاء المقبل، ضِمن ثلاث قوافل من لبنان إلى سورية.