نداء بوست- أخبار سورية- الجزائر
التقى الرئيس التونسي قيس سعيد وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش الاحتفالات في الذكرى الستين لاستقلال الجزائر.
وشارك المقداد في الاحتفالات التي أقيمت يوم أمس الثلاثاء تحت إشراف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وبحضور عدد من رؤساء الدول العربية ووزراء خارجية ومسؤولين من دول عدة، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة الوطن الموالية.
وبحسب المصدر فإن المقداد التقى سعيد على هامش الاحتفال، وحمله التحية إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وزعم سعيد أن “الإنجازات التي حققتها سورية والخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سورية وتونس”.
وكذلك، زعمت الصحيفة أن المقداد أجرى لقاءات مع عدد من وزراء خارجية الدول المشاركة تم خلالها مناقشة العلاقات الثنائية مع هذه الدول والتطورات السياسية الإقليمية والدولية، دون أن تحدد تلك الدول.
علاقة النظام السوري وتونس بعد الثورة
عقب اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011 أعربت تونس على لسان رئيسها الأسبق المنصف المرزوقي دعمها لها، وقامت في شباط/ فبراير 2012 بطرد سفير النظام، كما دعت بشار الأسد إلى الرحيل واللجوء إلى الخارج حقناً لدماء السوريين.
وبعد وصول الرئيس السابق الباجي قايد السبسي إلى سدة الحكم، أكد في تصريح أطلقه في أيار/ مايو 2015 أن التطبيع مع النظام السوري وإعادة السفير التونسي إلى دمشق رهن القرارات العربية الموحدة، مشدداً على أن بلاده لن تغير سياستها تجاه هذا الملف بشكل منفرد.
وقال السبسي، خلال مقابلة تلفزيونية: “ليس من مصلحة تونس حالياً إرجاع السفير السوري إلى تونس”، نافياً أن تكون بلاده قد تعرضت لضغوط بهذا الشأن، قائلاً إن “تونس لا تخضع لأي ضغوطات خارجية بخصوص عدم إعادة السفير السوري حالياً”.
بعد ذلك قررت تونس فتح مكتب قنصلي في دمشق لخدمة الجالية التونسية في سورية، كما أعلن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش في نيسان/ إبريل 2015 أن بلاده قررت استئناف تمثيلها الدبلوماسي في دمشق، ورحب بعودة السفير السوري إلى تونس.
وفي نيسان/ إبريل عام 2017 زار وفد برلماني تونسي دمشق والتقى بشار الأسد.
وعقب أسبوع من تلك الزيارة التقى الوفد السبسي وطالبه بالتدخل وإحياء العلاقات المقطوعة مع النظام السوري، وبحسب النائب عبد العزيز القطي -الذي كان ضمن الوفد- فإن الرئيس التونسي كان “متجاوباً” مع طلبهم بضرورة تصحيح مسار العلاقات مع النظام بأسرع وقت، وأعلمهم بأنه ضد قطع هذه العلاقات وطرد السفير عقب تنظيم “مؤتمر أصدقاء سورية” بتونس.
وكانت مسألة إعادة العلاقات مع الأسد مطروحة على جدول أعمال السبسي الذي تعهد خلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 2014 بمراجعة قرار قطع العلاقات فور وصوله للحكم، لكنه أكد في ذات الوقت أنه بالرغم من أن قطع العلاقات “خطأ يجب تصحيحه” فإن إعادتها يحتاج إلى وقت.
ومطلع عام 2019 اعتبر وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن “سورية دولة عربية ومكانها الطبيعي هو داخل الجامعة العربية”.
وقال حينها: “بالنسبة إلى سورية، القرار يعود إلى وزراء الخارجية العرب الذين لهم أن يقرروا ما يمكن أن يفعلوه، على اعتبار أن قرار عودتها إلى الجامعة العربية ليس بقرار وطني تونسي”.
وعند وفاة السبسي في تموز/ يوليو 2019 نعاه بشار الأسد وأرسل برقية تعزية وصفه فيها بأنه “قضى حياته في العمل الوطني وخدمة بلاده”، كما أعرب النظام السوري في تموز/ يوليو دعمه للقرارات التي اتخذها قيس سعيد، التي نصت على تجميد البرلمان، وإقالة رئيس الحكومة، ورفع الحصانة عن النواب، وتولى السلطات التنفيذية بنفسه.
الجدير بالذكر أن للرئيس التونسي، قيس سعيّد، تصريحات سابقة، يرى فيها من وجهة نظره أنّ قطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية خطأ، داعياً إلى التفريق بين النظام السوري والدولة السورية.
وفي حوار مع قناة “الوطنية التونسية” في الـ 26 من أيلول/ سبتمبر 2019، قال سعيد عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية: إن لدى تونس علاقات تاريخية مع سورية، لكن قضية النظام السوري قضية تهم الشعب السوري وحده، ولا دخل لتونس بها، ولا دخل لأي كان في اختيارات الشعب السوري، لافتاً إلى وجود فرق بين الدولة السورية والنظام السوري.