نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
نشر مركز ”جسور للدراسات” تقريراً تحليلياً اليوم السبت، ناقش فيه واقع ومستقبل فصيل ”قوات شباب السنة” في محافظة درعا بقيادة أحمد العبدو، والذي لعب دوراً بارزاً في عملية ”التسوية” قبل أكثر من أربعة أعوام.
وبدأ المركز تقريره بالحديث عن الفصيل الذي كان مكوناً أساسياً في فصائل المعارضة في الجنوب السوري، قبل أن يصبح جزءاً من قوات النظام بموجب اتفاق التسوية الذي رعته روسيا في تموز/ يوليو 2018.
وأشار المركز إلى أن مهام الفصيل باتت تنحصر بعد اتفاق ”التسوية” بـ”مكافحة الإرهاب” حيث شارك إلى جانب قوات النظام في عمليات ضد داعش وفي معارك إدلب، وكذلك بمكافحة المخدرات، والوساطة المحلية بين اللجان المركزية واللجان الأمنية، فضلاً عن مهمته في الحد من نفوذ الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
وانتقل المركز بعد ذلك للحديث عن علاقة الفصيل مع الجهات الفاعلة في الجنوب السوري، ومن ثم مستقبله، والتي حدد لها 3 سيناريوهات تم التوصل إليها بناء على نقاط القوة والضعف التي يمتلكها الفصيل.
ومن وجهة نظر المركز فإن السيناريو الأول هو البقاء دون تغيير، ويقوم هذا السيناريو على اعتبار أن الفصيل ما زال قادراً على مواجهة التحديات رغم احتمال تراجع قدرته ونفوذه وشعبيته، لكن دون أن يؤثر ذلك على وجوده واستمراره كقوة محلية تمتلك صلاحيات الحفاظ على هياكلها والقدرة على التدخل الخاص في شؤون الحوكمة والأمن.
وهذا يعني أن قوات أحمد العودة ستكون قادرة على مواجهة انقطاع تدفق الموارد إما من خلال الحفاظ على تعاون مشترك بين روسيا وأجهزة النظام، والاستمرار في مهام مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والوساطة المحلية وغيرها، لكن هذا السيناريو يعني أن الفصيل ستبقى لديه قدرة على رفض أو قبول بعض المهام التي توكل إليه.
وأما السيناريو الثاني فهو تفكيك ”قوات شباب السنة”، ويقوم هذا السيناريو على اعتبار أن الفصيل لن يكون قادراً في المدى المتوسط على مواجهة التحديات في ظل انعدام الخيارات البديلة الأخرى لتأمين الموارد المالية بما يخص التواصل مع التحالف الدولي بتنسيق مع الأردن، وبالتالي استمرار تسرب العناصر وتوسيع قدرة النظام على التدخل في شؤون مناطق نفوذه وتحقيق اختراق يؤدي إلى زيادة حجم عمليات الاغتيال في حق قادة المجموعات التابعة للفصيل بما يقود في النهاية إلى تفكيكها.
في حين يقوم السيناريو الثالث على اضطرار الفصيل إلى إعادة هيكلة لصفوفه بسبب الشروط التي قد تفرض عليه لاستمرار تدفق الموارد المالية، أي بما يشمل المهام والقوات، كأن يصبح قوة أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب والمخدرات أو حرس حدود.
ويمكن لهذا السيناريو أن يكون في سياق حالتين، في الحالة الأولى يمكن أن تكون إعادة الهيكلة بتنسيق بين روسيا والأردن ولا يكون الفصيل قادراً على التدخل في التعيينات أو رفض وقبول المهام على غرار ما فعل سابقاً بما يخص العمليات ضد تنظيم داعش في البادية.
وأما الحالة الثانية فيمكن أن تكون إعادة الهيكلة بالتواصل مع التحالف الدولي بالتنسيق مع الأردن، وعدم اعتراض أو رفض من قبل روسيا على غرار قوة مكافحة الإرهاب في السويداء، وبذلك قد تستمر قدرته في التدخل في التعيينات وقوائم الانتساب ورفض أو قبول المهام الموكلة إليه نسبياً، وفقاً للمركز.