نداء بوست- أخبار دولية- إسطنبول
قدم مدير “مركز أبعاد” للدراسات الإستراتيجية، محمد سرميني، تصوراً لشكل المواجهة وأدواتها بين حلف شمال الأطلسي ”الناتو” وروسيا، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية في حربه على أوكرانيا.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها سرميني على حسابه على موقع تويتر، اليوم الخميس، تحدث فيها عن الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة منذ سبعة أشهر، والتي شهدت بداية صعوبة في تقدم القوات الروسية، ومن ثم دخولها في استنزاف طويل، حتى باتت عاجزة عن الحسم.
وقال سرميني: إن الحرب التي بدأتها روسيا نهاية شباط/ فبراير الماضي كانت لمواجهة امتداد الناتو في دول غرب أوروبا، لإدراكها بأن امتداد الحلف وتوسعه يعني الضغط عليها وإضعافها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
لكن بعد امتداد الحرب الروسية الأوكرانية، يقول سرميني: إن الناتو حقق مجموعة من المكاسب خلال الأشهر السبعة الماضية أهمها، صمود أوكرانيا وإلحاق خسائر كبيرة للجيش الروسي، وذلك من خلال دعم عسكري واستخباراتي وفرته دول الحلف لأوكرانيا، وكذلك بدء إجراءات ضم فنلندا والسويد ما يعني تطويق الموانئ الروسية في البلطيق وتوسع حدود الناتو.
وأشار سرميني إلى دخول ألمانيا واليابان في سباق التسلح إلى جانب الناتو بعد خروجهما من المضمار منذ الحرب العالمية الثانية، حيث ألمانيا خصصت 100 مليار يورو لتحديث جيشها، وزادت اليابان إنفاقها العسكري 100 مليار يورو للعامين القادمين، الأمر الذي سيغير ترتيب القوى العالمية وخاصة لألمانيا.
ويؤكد سرميني أن الناتو لجأ لتحقيق ذلك، من خلال تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لأوكرانيا، وفرض عقوبات اقتصادية واسعة وممارسة ضغط سياسي ودبلوماسي على روسيا.
في حين ردت روسيا بالضغط الاقتصادي من خلال التأثير على سوق الطاقة وأسواق أخرى وإرباك اقتصادات دول الحلف، وتحريض قوى سياسية مقربة من موسكو ضمن بعض دول الحلف.
وتعتمد روسيا بضغطها على دول أوروبا بأنها مصدر 40% من الغاز، الذي فرضت شراءه بالروبل، وتهدد بهذا الضغط دول الاتحاد بشتاء قاس وبإرباك صناعي وتجاري مؤلم، وفقاً لسرميني الذي أشار إلى أن موسكو توثر بالضغط على ما هو أوسع من أوروبا؛ حيث تهدد الأسواق العالمية في كثير من المنتجات الغذائية والصناعية والطاقة.
ويوضح سرميني أن انقطاع الغاز الروسي يهدد الاقتصاد الألماني بتراجع بنسبة 12.5% وبخسائر في قطاع الصناعة تصل إلى 49 مليار يورو وركود اقتصادي شديد وبتأثر 5.6 مليون وظيفة، مضيفاً أن ألمانيا تبحث عن بدائل لكنها تبدو صعبة مع حجمها الصناعي، وتحاول فرنسا الانفطام عن الغاز الروسي ببدائل من الجزائر واليمن.
فيما نجحت إيطاليا في تقليص اعتمادها على الغاز الروسي في زمن قياسي، لكنها لم تسلم من التضخم الذي أدى لاستقالة حكومتها تزامناً مع ضغوطات أحزاب توصف بقربها من موسكو وخاصة اليمين المتطرف، ويشير سرميني في هذا السياق إلى اعتماد روسيا على مواقف القوى السياسية المقربة منها في دول أوروبا كما هو حال المجر.
ويرى سرميني أنه مع أن المعارك العسكرية محصورة في أوكرانيا وممتدة اقتصادياً وسياسياً بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، إلا أنها تتجه لتغيير النظام العالمي وفق سيناريوهات مختلفة، سواء تفكك الاتحاد الأوروبي، أو نجاته واستمرار استنزاف روسيا التي قد تحاول بالتدخل النووي الذهاب لمواجهة عالمية مباشرة.
المواجهة بين #الناتو و #روسيا
بعد الغزو الروسي لـ #أوكرانياسلسلة تغريدات لشكل المواجهة وأدواتها
بعد إعلان الرئيس الروسي التعبئة الجزئية في معركته على أوكرانيا الممتدة لسبعة أشهر تضمنت صعوبة التقدم ثم الاستنزاف الطويل والعجز عن الحسم pic.twitter.com/LLH0aJemSa— محمد سرميني (@mohsarmini) September 22, 2022