نداء بوست- أخبار سورية- دير الزور
أقدمت الميليشيات الإيرانية، الليلة الماضية، على قصف موقعين لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف القوات الأمريكية.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان أن الهجمات بدأت حوالَيْ الساعة 7:20 مساءً بالتوقيت المحلي، عندما سقطت عدة صواريخ داخل محيط موقع دعم البعثة في حقل “كونوكو” شمال شرقي سورية، وبعد فترة وجيزة سقطت صواريخ أخرى بالقرب من موقع دعم البعثة في “القرية الخضراء” (قرب حقل العمر).
وبحسب البيان فقد تعرض ثلاثة جنود لإصابات طفيفة، حيث عُولج أحدهم في موقع دعم البعثة “كونوكو” وعاد إلى الخدمة، فيما يخضع اثنان آخران للتقييم.
وردت القوات الأمريكية على الهجمات باستخدام طائرات هليكوبتر هجومية، وتمكنت من تدمير ثلاث سيارات ومعدات كانت تستخدم لإطلاق الصواريخ. وتشير التقييمات الأولية إلى مصرع اثنين أو ثلاثة من المسلحين المشتبه بهم المدعومين من إيران خلال الرد الأمريكي، وفقاً للبيان.
واعتبرت القيادة المركزية أن الاستجابة للقصف كانت “متناسبة ومتعمدة”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكننا سنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه”.
وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: “نحن نراقب الوضع عن كثب، لدينا مجموعة كاملة من القدرات للتخفيف من التهديدات في جميع أنحاء المنطقة، ولدينا ثقة كاملة في قدرتنا على حماية قواتنا وشركائنا في التحالف من الهجمات”.
وتأتي هذه التطورات بعد غارات جوية شنها الجيش الأمريكي، فجر أمس الأربعاء، استهدفت مواقع تابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، في محافظة دير الزور، رداً على هجوم تعرضت له القوات الأمريكية في وقت سابق.
وقال المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى، الكولونيل جو بوتشينو: إن القوات الأمريكية نفذت غارات جوية استهدفت منشآت بنية تحتية في دير الزور تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وأشار بوتشينو في بيان إلى أن الغارات جاءت بتوجيه من الرئيس بايدن، وهدفها الدفاع عن القوات الأمريكية وحمايتها من هجمات مثل تلك التي شنتها الجماعات المدعومة من إيران على أفراد أمريكيين في 15 آب/ أغسطس الجاري.
واعتبر المتحدث أن ضربات اليوم كانت ضرورية لحماية الأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم، مشدداً على أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات متناسبة ومتعمدة تهدف إلى الحد من مخاطر التصعيد وتقليل مخاطر وقوع إصابات.
وأعطى بايدن توجيهات لهذه الضربات وفقاً لسلطته بموجب المادة الثانية لحماية الأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم من خلال تعطيل أو ردع الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران، بحسب البيان.
وأضاف: “لا تسعى الولايات المتحدة إلى الصراع، لكنها ستستمر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه”، مشيراً إلى أن “القوات الأمريكية باقية في سورية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش”.
وحول تفاصيل الضربة، قال بوتشينو في تصريح صحافي إنها استهدفت 9 مخابئ ذخيرة في دير الزور تابعة لجماعات مدعومة من إيران.
وأوضح أن الهدف الأصلي كان تدمير 11 مخزن ذخيرة، “لكن تم إلغاء الهجوم على مخزنين، بعدما لُوحظ تحرُّك أشخاص قريباً من موقعهما، حرصاً على عدم سقوط مدنيين”.
وفي 15 آب/ أغسطس الجاري، أعلن التحالف الدولي التصدي لهجوم بطائرات مسيرة استهدفت قواته المتمركزة في قاعدة التنف الواقعة على الحدود السورية العراقية.
وقال التحالف في بيان: إن “قوات عملية العزم الصلب بالتنسيق مع شركائنا في جيش مغاوير الثورة، ردت على هجوم شنته عدة مركبات جوية بدون طيار في محيط ثكنة التنف في حوالي الساعة 6:30 صباحاً”.
وأضاف: “استطاعت قوات التحالف اعتراض إحدى هذه المركبات الجوية بدون طيار ومنع تأثيرها، كما تم تفجير مركبة جوية أخرى بدون طيار داخل مجمع قوات جيش مغاوير الثورة، ولم تقع أي إصابات أو أضرار مذكورة، ولم تنجح المحاولات الأخرى لهجمات المركبات بدون طيار أحادية الاتجاه”.
وبعد ساعات من هجوم “التنف” أعلن التحالف الدولي سقوط صواريخ بالقرب من “القرية الخضراء”، مشيراً إلى أن بعض هذه القذائف لم تنفجر وتم استردادها من قِبل قوات التحالف و”قسد”.