بشير نصر الله – نداء بوست
كلفت قاعدة "حميميم" الروسية مرتزقة "فاغنر" بمهمة جديدة في سوريا، ستشمل الجانب الأمني بالإضافة إلى قيادة العمليات العسكرية.
وعلم موقع "نداء بوست" من مصادر خاصة أن قيادة القوات الروسية في سوريا أصدرت قراراً في شهر أيار/ مايو الماضي ينص على تكليف "فاغنر" بالملف الأمني في أرياف محافظات: "الرقة – حلب – حماة"، بما في ذلك تنظيم الدوريات العسكرية لضبط الأمن، إلى جانب قيادة العمليات العسكرية.
وبموجب القرار فإن "فاغنر" ستنتشر في كل من ريف الرقة الغربي، وريف حلب الشرقي وريفَيْ حماة الشمالي والغربي من أجل تنفيذ مهامها.
وبحسب المصدر فإن "فاغنر" ستعتمد أيضاً على لواء "القدس" الفلسطيني الذي يرتبط بشكل مباشر بقاعدة "حميميم" خاصة بمحافظة حلب، وقد تلقى اللواء بالفعل تعليمات من أجل تقديم التسهيلات اللازمة لـ "فاغنر".
القرار الروسي هدفه التصدي لحالة الفوضى الأمنية في المناطق المذكورة، وانتشار حالات الخطف والقتل والاستيلاء على البضائع على الطرق العامة، وعدم قدرة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري على ضبط الأمن، بل على العكس من ذلك فإن بعض التشكيلات التابعة للنظام متورطة في الانتهاكات، حيث تقوم تلك التشكيلات بتبرير ما يحصل بأنه تحرُّكات لخلايا تنظيم "داعش".
وبحسب تقارير رفعها لواء "القدس" الفلسطيني إلى القيادة الروسية فإن تشكيلات تتبع "الدفاع الوطني" و"الفرقة الرابعة"، هي المسؤولة عن عمليات القتل والخطف في أرياف الرقة وحلب وحماة، والمعلوم أن هذين التشكيلين مرتبطان مع الحرس الثوري الإيراني.
واتخذت "فاغنر" من بلدة "الرهجان" بريف حماة الشرقي مقراً لها، بالإضافة إلى نقطة أخرى قرب "مسكنة" شرق حلب، ونشرت قرابة 150 عنصراً من مقاتليها في النقطتين.
ويعتبر الواقع الأمني وفرض الاستقرار من الأشياء التي تُؤرِّق موسكو في سوريا، فعلى الرغم من سيطرة النظام السوري "الشكلية" على مناطق عديدة إلا أن تلك المناطق لا تنعم بالاستقرار نتيجة فوضى السلاح، وانتشار ميليشيات متعددة الولاءات بعضها مرتبط بالحرس الثوري الإيراني.
وتسعى روسيا -بشكل مستمر- إلى إبراز جهودها أمام الفاعلين الدوليين في مواجهة الميليشيات الإيرانية في سوريا، لكن هذه الجهود لم تفلح في تقليص النفوذ الإيراني خاصة في الجنوب السوري الذي تزداد فيه العناصر المرتبطة بإيران.