نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
على مسافة أيام من الاستحقاق الانتخابي، وبعد انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد انكبّت الماكينات الانتخابية على تفعيل نشاطها وحركتها من أجل إقناع الناخبين بالمشاركة في اليوم الانتخابي والتصويت لصالح المرشحين، في وقت تسعى بعض الأحزاب والتيارات إلى عرقلة عملية اقتراع المغتربين تخوُّفاً من انعكاسها سلباً على النتيجة النهائية للانتخابات.
مصادر سياسية أكدت لموقع “نداء بوست” أن كل التحضيرات والإجراءات تؤكد أنّ الانتخابات النيابية قائمة في موعدها، إلا إذا افتُعل حدث لم يكن في الحسبان، ورجّحت أن يكون حدثاً أمنياً كبيراً إذا شعرت أحزاب السلطة أنّ النتيجة ستكون عكس توقعاتها.
وعبّرت المصادر عن خشيتها من حدوث فوضى أو توترات أمنية يوم الاقتراع في بعض المناطق تؤدي إلى تطيير هذه الانتخابات.
وتحدّثت المصادر المقربة من الرئيس فؤاد السنيورة عن انعكاسات مقاطعة الانتخابات على مستقبل البلد، مؤكدة أنّ هذه المقاطعة تصب في مصلحة أحزاب السلطة الحاكمة، وبوجه الخصوص لصالح “حزب الله” وفريقه، ودعت المواطنين اللبنانيين وخاصة أبناء الطائفة السنية إلى المشاركة الكثيفة يوم الاقتراع، وتحكيم الوعي والمنطق لا الغرائز الطائفية والعاطفية، لترجمة الإرادة الحقيقية للتغيير.
في الوقت نفسه، شدد المطارنة الموارنة على وجوب سعي المسؤولين جدياً إلى إزالة كل الألغام من أمام إجراء الانتخابات النيابية في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتحرير إرادة الناخبين والمرشحين من الضغوط المختلفة التي تعرقل حسن هذا الإجراء.
وشجع الآباء في بيان، خلال اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك بشارة الراعي، جميع المواطنين على الإقبال بكثافة على ممارسة حقهم الدستوري، بضمير واعٍ والتزام وطني صادق، علهم يسهمون في إحداث التغيير المنشود، وإخراج البلاد من الانهيار الذي يدهمها.
وحذّر الآباء من ظاهرة تفشي الإخلال بالأمن، المتنقل من منطقة إلى أخرى، ولا سيما جرائم القتل التي تحدث في شكل شبه يومي، مناشدين المعنيين التنبه لمحاذير ذلك، محيِّين الأجهزة العسكرية والأمنية الساهرة على ضبط الأوضاع الميدانية بما تملك من إمكانات ولو محدودة.
وأمس غرّد رئيس الجمهوريّة ميشال عون، عبر تويتر قائلاً “مع تصاعد منسوب المال الانتخابي، أستذكر ما كتبت في عام 1998: تحاشوا أن تنتخبوا المرشّحين لما في جيوبهم فهذا لهم، بل اختاروهم لما في قلوبهم وعقولهم فهذا لكم. اعملوا على إيصال الشّرفاء المتحلّين بإرادة العمل، فالشّرف يحميهم من المذلّات، وإرادة العمل تعطيهم القدرة على التّنفيذ والإنجاز”.
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات النيابية في لبنان في الخامس عشر من أيار الجاري، لانتخاب مجلس نيابي جديد مكوّن من 128 نائباً.