نداء بوست- أخبار فنية- متابعات- الجزيرة
ولدت نهاد وديع حداد "فيروز" في مثل هذا اليوم في عام 1935، وكانت الابنة الكبرى لأسرة تعيش في غرفة واحدة بحارة "زقاق البلاط" في الحي القديم، وتساعد والدتها ليزا البستاني برعاية أشقائها الثلاثة الأصغر منها، بينما كان والدها يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية "لوريون لوجور" (L’orient-le jour) ، وتُرجع بعض الروايات أصول عائلة فيروز إلى مدينة "ماردين" التركية.
بدأت المسيرة الفنية للطفلة "نهاد" ، في الحفلات المدرسية في عمرها الرابع عشر ، عندما شاهدها محمد فليفل، وساعدها لتنضم إلى "الكونسرفاتوار" لتتعلم أصول الموسيقى والغناء، حيث اكتشف صوتها المدير الموسيقي للإذاعة حليم الرومي، واختار لها اسماً فنياً وهو "فيروز". فكان عرّابها، وساعدها على الانطلاقة عندما غنت بجانبه "يا حمام يا مروح" من كلمات الشاعر فتحي قورة.
وبعد هذه الانطلاقة، ساهمت مدارس كل من فيلمون وهبي ومحمد عبد الوهاب وزكي ناصيف والرحبانية بتشكيل مشوار فيروز الغنائي. إلا أنها طوال 3 عقود من هذا المشوار كان التعاون الأكبر مع الأخوين رحباني، حيث التقت بعاصي ومنصور الرحباني في الإذاعة مع مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، ليسطر الرحبانية شوطاً مهماً في مشوار فيروز الغنائي، عزز هذا التعاون زواجها من عاصي في منتصف الخمسينيات، والذي أنجبت منه أبناءها الأربعة زياد وليال التي رحلت عقب وفاة والدها بعام، وهلا وريما.
وعلى الرغم من مقومات هذا التعاون مع الرحابنة إلا أن مسيرة فيروز لم تقتصر على هذا التعاون, ففي الوقت الذي قدمت فيه مع عاصي ومنصور أغاني مثل "يا حنينة" و"نحن والقمر جيران" و"نحن الهوا جرحنا"، على الجانب الآخر كانت تقدم مع فيلمون وهبي "يا ريت" و"يا مرسال المراسيل" و"طلع لي البكي"، لتمزج في اختياراتها بين الألحان الشرقية والأنغام الغربية والفلكلور اللبناني الشعبي، وخلقت هوية غنائية مختلفة عن السائد وقتها من الأغاني الشرقية الطويلة، فقدمت الأغاني قصيرة المدة ذات الكلمات المعبرة.
ولم تكتفِ فيروز بهذا التنوع، فغنت أيضاً لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في أوائل الستينيات والذي لحن لها أغنية "سهار بعد سهار"، وغنى لها ضِمن كورال الأغنية بنفسه، وفي عام 1967 لحن لها "سكن الليل"، وقصيدة "مر بي" وهي من كلمات الشاعر سعيد عقل. وقدمت فيروز الأغنيات في ألبوم به أغنيات غنتها لعبد الوهاب مثل "خايف أقول اللي في قلبي" و"يا جارة الوادي".
قدمت فيروز في مشوار حافل وكبير ما يقرب من 800 أغنية بجانب الموشحات الأندلسية والمواويل، والمسرح الغنائي الذي أضاف كثيراً لمسيرتها، حيث تنوعت موضوعات أغنياتها فلم تغنِّ للحب فقط، حيث قدمت أعمالاً تحمل النقد السياسي والاجتماعي والتاريخي، ومن المسرحيات التي قدمتها "المحطة" و"ناطورة المفاتيح" و"هالة والملك" و"ناس من ورق"، وقدمت شخصية الملكة شاكيلا في مسرحية "بترا"، وإلى جانب المسرح قدمت فيروز بعض الأفلام السينمائية منها فيلم "بياع الخواتم" مع المخرج المصري يوسف شاهين، وقدمت مع المخرج هنري بركات فيلم "سفر برلك -المنفى" و"بنت الحارس".
المصدر: "الجزيرة"