نداء بوست- أخبار سورية- بيروت
يعيش اللاجئون السوريون في لبنان أوضاعاً صعباً في ظل الأزمات المعيشية المتتالية، والانهيار المالي والاقتصادي في البلاد، ناهيك عن المضايقات التي يتعرض له هؤلاء اللاجئين في بعض المناطق.
وفي اليوم العالمي للاجئين، “نداء بوست” تواصل مع عدد من اللاجئين المنتشرين على كل الأراضي اللبنانية، ورصد بعضاً من معاناتهم.
ففي البقاع، حيث يعيش عدد كبير من اللاجئين في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة، يقول أبو سامر وهو لاجئ سوري من درعا، إنّه يعيش وعائلته المؤلفة من 4 أطفال وزوجته، في خيمة مقسمة إلى غرفتين ومطبخ، وتحتوي على الأساسيات فقط، يروي لنا أنّهم في الشتاء يعانون كثيراً من شدة البرد والصقيع، وفي الصيف يكتوون بلهيب الشمس.
أبو سامر يشير لموقعنا أنّه فقد عمله منذ حوالى خمسة أشهر، وهو الآن يعمل أحياناً في الزراعة، لكي يؤمن الاحتياجات اليومية والغذاء لأطفاله، ويقول إنّه يعتمد على المساعدات التي تقدمها بعض الجمعيات الإغاثية، والتي يوضح أنّها تراجعت كثيراً مع الازمة التي تعصف بلبنان.
وعن التوطين يقول أبو سامر إنّه يرفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً، ويتمنى العودة إلى بلده اليوم قبل الغد.
وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، يقول أحمد إن الأمن العام اللبناني احتجز أوراقه الثبوتية منذ سنة تقريباً، عندما كان يحاول تجديد إقامته، وهو الآن لا يملك أي أوراق رسمية، وبالتالي توقفت كل المساعدات التي كان يحصل عليها، ويناشد عبر موقعنا السلطات اللبنانية والمجتمع الدولي، لحل قضية تجديد إقامات اللاجئين السوريين.
وعن المضايقات التي يتعرض لها اللاجئين، يقول يوسف وهو من سكان منطقة الجنوب، إنهم يتعرضون لمضايقات كثيرة من قبل بعض الأشخاص المنتمين لجماعات مقربة من النظام السوري، كما أن البلدية أحياناً تفرض عليهم حظر تجول في الليل، أو خلال ساعات النهار، ويقول “إنّ أهالي البلدة يتهمون السوريين بأي عملية سرقة تحصل في المنطقة”، ويتعاملون مع اللاجئين بفوقية وعنصرية.
وأمس الإثنين دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المجتمع الدولي إلى التعاون مع لبنان لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، و”إلا فسيكون للبنان موقف ليس مستحباً على دول الغرب، وهو العمل على إخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم”.
وطالب لبنان يوم الإثنين بـ3.2 مليار دولار لمعالجة التأثير المستمر للأزمة السورية، بحسب بيان للأمم المتحدة. وتقول الأمم المتحدة إنه تم تقديم حوالي 9 مليارات دولار كمساعدات من خلال “خطة لبنان للاستجابة للأزمة” منذ عام 2015.
بالتزامن، تحذر جماعات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، من الإعادة القسرية إلى سورية، إذ وثقت حالات اعتقال وتعذيب واختفاء ارتكبتها قوات النظام السوري بحق عائدين.