نداء بوست-ولاء الحوراني-درعا
11 عاماً على انطلاق ثورة الحق في درعا مهد الثورة السورية فجّرها أطفالها بشعارات مناهضة للنظام ورئيسه خطّوها على جدران مدارسهم تأثراً بثورات الربيع العربي وانتفاضة الشعوب في تونس ومصر، تلك العبارات التي أفقدت نظام الرعب صوابه ليحول الوضع إلى دوامة من العنف فاعتقل 15 طفلاً وعذبهم بوحشية ورغم مطالبات الأهالي بإخراج أبنائهم إلا أنه تعنت بعنجهية موجهاً الإهانات لوجهاء وعشائر المحافظة مهدداً بحرقها ظناً منه أن هذا ينشر الرعب في قلوب أهلها.
في 17 من آذار/ مارس عام 2011 أي بعد يومين على انطلاق أول صرخة ضد الاستبداد في دمشق أطلق النظام سراح بعض الأطفال وعليهم علامات التعذيب ما زاد من غضب الأهالي.
وانطلقت في اليوم التالي مظاهرات شعبية سلمية من محيط المسجد العمري تحت شعار جمعة الكرامة في 18 آذار للمطالبة ببيقية الأطفال من زنازين الموت ومحاسبة من عذبهم لكن الإجابة كانت دموية قابلتها أجهزة النظام الأمنية بالنيران ليسقط على إثرها أول قطرات دم من دماء الحرية وذهب ضحيتها أول قتيلين “محمود جوابرة-حسام عياش” تحولت جنازتهما إلى مظاهرة أخرى قتل فيها النظام ذو العقلية الأمنية المتحجرة اثنين آخرين ما جعل الجنازات مظاهرات دموية يومية يسقط فيها المزيد من الضحايا فاشتعل الغليان في أرجاء حوران التي ثارت مطالبة بإسقاط نظام العنف.
امتدت المظاهرات فيما بعد لتشمل المحافظات السورية التي هبت بسلمية نصرةً لدرعا وواجهها النظام بالرصاص مُمعِناً في مجازره ومختاراً للحل العسكري ليحول سورية إلى ساحة معركة شهدت سقوط مئات الآلاف من الضحايا وخلفت ملايين المشردين والنازحين في الداخل واللاجئين في شتى أصقاع العالم.
ومع إصرار النظام على استخدام آلة القتل ضد المدنيين المحتجين وحرصه على حرف الثورة عن مسارها السلمي وإضفاء طابع عسكري دموي ورداً على حملات القمع والحصار والتجويع والاعتقال التعسفي والتعذيب والتهجير للمناطق التي ثارت ضده ظهرت الجماعات المسلحة المعارضة بعد أكثر من نحو 9 أشهر أي مطلع 2012.
وانضوت تحت مسمى الجيش الحر الذي حقق تقدماً سريعاً جعل من انهيار النظام مع نهاية عام 2012 أمراً قريباً ما دفع حلفاء النظام روسيا وإيران وميليشياتهم للتدخل سريعاً لإنقاذه وإيقاف سقوطه، لم يتردد بعدها نظام الأسد بارتكاب جرائم حرب وقتل ممنهج وقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة مستخدماً شتى أنواع الأسلحة التي وصلت إلى استخدامه السلاح الكيماوي بحقد مطلق لم يجد محاسباً أو رادعاً.
لكنه لم يستطع وحلفاؤه هزيمة ثورة شعب كسر كل الحواجز مؤكداً في كل عام التزامه بثوابت ثورته حتى بزوغ فجر الحرية.
لم يتوقع نظام العبودية في سورية أن يكون 18 آذار تاريخاً مفصلياً قلب الطاولة على أسوار مملكة الرعب التي جثمت طويلاً على صدور السوريين مكبلة أنفاسهم ومطلقة اليد الطولى للأجهزة الأمنية للإمعان بالقمع والاستبداد وكبت الحريات.