نداء بوست- محمد جميل خضر
مشاركاً بكتابة النص والخط الدرامي، يستند المخرج الأمريكي من أصل كوري جنوبي كوجونادا Kogonada، في فيلمه الروائي الطويل الثاني after yang “بعد يانغ” (2021)، على مشروعية الخيال ولا محدودية آفاقه، دون أن يترك سردية الفيلم الذي شاركه ألكسندر وينشتاين في كتابة نصه وحواراته، تبتعد كثيراً عن عادات يوميات الناس.
في سياقٍ دراميٍّ مشوب بالبطء واضطراب الفكرة الجوهرية، تجوب أحداث الفيلم آفاق مستقبل البشرية في زمن الروبوت.
عائلة مكونة من ثلاثة أفراد، يشاركهم يومياتهم جليس أطفال روبوتي. يصاب هذا الروبوت الذي أدى دوره تحت اسم (يانغ) الممثل جاستن أتش هين، بعطلٍ ما. تذهب وجهات الفيلم بعيداً، وبأكثر، ربما، ما يحتمل المحمول القيمي والجمالي للفيلم، حول فرضيات ما أصاب (يانغ) الذي يجالس الطفلة المتبنّاة (ميكا)، وصولاً إلى العطب العاطفي، والموت البيولوجي الحقيقي، وكل هذا وفق نقلات مشهدية ساكنة، غير محاطة بالإبهار والحركية وألوان الصورة، وهذه من الأدوات الرئيسية عند الحديث عن اللغة السينمائية بوصفها معادلاً جمالياً بصريًا للواقع المعاش.
خلال بحث (جيك) الذي أدى دوره الممثل الأمريكي كولن فاريل Colin Farrell، عن أسباب تعطّل روبوت صغيرته، تتكشف لزوجته (كيرا)، وابنته المتبنّاة ميكا، حقائق تستحق التبصّر والتأمّل.
أواصر الأسرة. مشاغل الأيام. مستقبل العلوم التطبيقية. مباهج الحياة والخيارات المتاحة أمام الناس لصناعة الفرح. جميعها وغيرها عناوين تسطع بدرجات متفاوتة داخل دقائق الفيلم البالغة (96 دقيقة).
في حوار أجري معه، يقول مخرج الفيلم الذي رشح لجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان: “بقدر ما “بعد يانغ” هو فيلم خيال علمي، فإنه لا يزال ينتمي إلى عالم الحياة اليومية. لم أتخيل أن فيلمي القادم سيكون من نوع الخيال العلمي. لم يكن هذا الأمر وارداً في ذهني. عندما أشاهد أفلام الخيال العلمي الرائجة حيث يكون العالم كله على المحك، غالبًا ما أشعر بالفضول حول الأشخاص في الخلفية الذين يتعيّن عليهم كسب لقمة العيش؛ ماذا يفعلون في هذا المشهد؟ كيف تبدو عائلاتهم؟”.
عن الحب في ظل البرمجة، يطرح أسئلته فيلم “بعد يانغ” الذي منحه مهرجان صندانس جائزة ألفريد ب. سلون للأفلام الطويلة.