نداء بوست -أخبار سورية- متابعة وتحقيقات
أصدرت “هيئة ثائرون للتحرير” التابعة لفصائل المعارضة السورية، بياناً تعلن فيه انضمام “فيلق الرحمن” للهيئة.
وقالت الهيئة في بيانها المنشور على حساباتها في وسائل التواصل: “نرحب بانضمام الإخوة في فيلق الرحمن لهيئة ثائرون للتحرير سائلين المولى عز وجل دوام التوفيق والسداد”.
و”هيئة ثائرون للتحرير” هي ناتج اندماج حركة “ثائرون” و”الجبهة السورية للتحرير”, والذي أُعلن عنه في 23 كانون الثاني/ يناير، تحت مسمى “هيئة ثائرون للتحرير”.
ويُذكر أن حركة “ثائرون” اندمجت سابقاً فيها فصائل “السلطان مراد، لواء الشمال، الفرقة التاسعة، لواء المنتصر، فيلق الشام، لواء 112، ثوار الشام”، أما “الجبهة السورية للتحرير” فضمت فرقتَي “المعتصم والحمزة”.
وكان فصيل فيلق الرحمن أعلن عام 2019، إعادة ترتيب مجموعاته العسكرية عقب خروجه من الغوطة الشرقية وتمرّكزه في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وقام بإنشاء معسكرات تدريبية لضم مئات المقاتلين لصفوفه وعمل على إنشاء مقرات ونقاط أمنية تابعة له في المنطقة.
أسباب الاندماج
في الوقوف على دواعي هذا الاندماج ومبرراته, يوضح وائل علوان الباحث في مركز “جسور للدراسات” لـ “نداء بوست” الأسباب الداعية لانضمام الفيلق بقوله: إن “حالة الفوضى التي خلفها عدم وجود تنفيذ فعلي على الأرض للفيالق الثلاثة بالإضافة إلى ضعف التنظيم في الجيش الوطني، جعل المناطق التي تسيطر عليها هذه القوى, تستمر في فوضى التنظيم كما الفوضى الأمنية، إلى أن وجدت الفصائل ضرورة تحقيق اندماجات, فكانت البداية بتشكيل غرفة عزم, التي تبعها عدة تجمعات جديدة وصولاً إلى “هيئة ثائرون للتحرير”.
وأضاف علوان: أنه وفي ظل تصدر الفوضى والتسرع للمشهد، كان “فيلق الرحمن” يكتفي بمراقبة الأحداث، ويحافظ على علاقته الجيدة بالفصائل الأخرى وقادتها، وعلى المباحثات والمشورات بينهم، مؤكداً على أن “المحدد الرئيسي للفيلق هو العمل المؤسساتي”, وفي ذات الوقت كانت “هيئة ثائرون للتحرير” أعلنت أنها تتبع وزارة الدفاع في الجيش الوطني.
الطرف المبادر للاندماج
وفيما يخص المبادرة، قال العلوان: تم التوافق بين قائد “فيلق الرحمن” وقادات “هيئة ثائرون للتحرير” على الانضمام للهيئة سعياً من الفيلق لأن تتوحد الفصائل ضمن تشكيل يتبع وزارة الدفاع، ويستطيع تحقيق فارق على الأرض، ولأن يكون جاهزاً لأي استحقاق قادم, بمعنى أن يشاركوا سوياً في تعزيز حفظ الأمن في مناطق سيطرة الجيش الوطني, وأن تكون الجبهات في مقدمة عمل ومهام الجيش.
ويؤكد العلوان أنه وبذات الوقت، أعرب قادات الهيئة مراراً عن رغبتهم في انضمام الفيلق للهيئة، إلا أن الفيلق كان ينتظر ويرقب استقرار هذه التجمعات.
لا وساطة سياسية
ونفى علوان وجود أي وساطات قامت بها أطراف أخرى سياسية أو عسكرية بغرض تحقيق الاندماج، وأكد على أن المباحثات كانت مستمرة منذ بداية تشكيل “حركة ثائرون”, وأن التواصل مع فرقة السلطان مراد وفرقة المعتصم متين جداً، وبالأخص مع القادة فهيم عيسى ومعتصم عباس.
وأضاف أن الفيلق يمتلك الرغبة فعلياً لأن يكون جزءاً من استقرار هذه التجمعات وتماسكها، وأن يشارك في تطورها نحو الاندماج الكامل، وإلغاء الفصائلية بالشكل التدريجي.
وكان “فيلق الرحمن” أعلن في آذار/ مارس من العام 2018, التوصل برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار بجنوب الغوطة الشرقية، ووافق على إجلاء سبعة آلاف من مقاتليه وعائلاتهم من مناطق جوبر، وعربين، وعين ترما، والتوجه إلى إدلب بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة.