نداء بوست- قسم المتابعة والتحليل- أحمد عكلة:
وُلد الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952 في لينينغراد (سان بطرسبورغ حالياً) التي شارك والده في الحرب العالمية الثانية دفاعاً عنها.
وبوتين هو الابن الأصغر من بين 3 أطفال لوالده فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين الذي عاش بين (1911-1999) والأم ماريا إيفانوفنا بوتينا (1911-1998).
وقُتلت جدة بوتين -والدة أمه- على يد القوات الألمانية في منطقة تفير في عام 1941، واختفى أعمامه على الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية.
انضم الرئيس الروسي بوتين إلى لجنة أمن الدولة وتدرب في لينينغراد وبعد التدريب، عمل في المديرية الثانية (مكافحة التجسس)، قبل أن يتم نقله إلى المديرية الأولى، حيث قام بمراقبة الأجانب والمسؤولين القنصليين في لينينغراد.
كما عمل بوتين عضواً في الاستخبارات السوفياتية “كيه جي بي” (KGB) سابقاً في درسدن بألمانيا الشرقية مستخدماً هوية مترجم.
في آب/ أغسطس من عام 1999 وافق مجلس الدوما على تعيينه كرئيس للوزراء بأغلبية 233 صوتاً مقابل رفض 84 وامتناع 17 عن التصويت.
عام 2000: فاز بانتخابات الرئاسة في الجولة الأولى بنسبة 53% من الأصوات.
وفي عام 2001 أمر الرئيس بوتين بانسحاب الجيش الروسي جزئياً من الشيشان- التي دخلها الجيش عام 1991 بأمر من الرئيس بوريس يلتسن.
وذلك مقابل منح صلاحيات واسعة لأجهزة الاستخبارات السرية التي كُلفت بتصفية المعارضين، بعد أن شكلت موسكو إدارة تابعة لها لتحكم الشيشان بقيادة ستانيسلاف إلياسوف.
وخلال عام 2009 عرفت الحرب في الشيشان نهاية رسمية لها بتصفية جُلّ المعارضين وتنصيب موسكو حاكماً لها ذا صلاحيات واسعة على الشيشان وأنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان.
تدخُّل روسي في جورجيا
وفي عام 2008 عندما أرسلت جورجيا قواتها لاستعادة السيطرة على منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية في عام 2008، غزت روسيا عمق جورجيا.
وكانت حرب آب/ أغسطس القصيرة بمثابة نداء تحذير للغرب، بَيْد أن تحرُّك روسيا إلى شرق أوكرانيا في عام 2014 هو الذي دفع إلى توتُّر علاقات بوتين مع زعماء دول الغرب.
أدى استيلاء روسيا على شِبه جزيرة القرم وضمها إلى أراضيها من أوكرانيا إلى فَرْض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتعليق عضوية روسيا في مجموعة الثماني.
تدخُّل عسكري في سورية
وفي عام 2016 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تدخُّل الجيش الروسي في سورية لمساندة قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد انهيار جيشه أمام المواجهات مع فصائل المعارضة كما أكد وزير خارجيته لافروف.
وحققت القوات الروسية تقدُّماً على الجبهات بعد اتباعها سياسة الأرض المحروقة وقتل آلاف المدنيين وتدمير عدد من المدن وتهجير سكانها بعد إجبارهم على توقيع اتفاقات مصالحات.
وعلى الرغم من ذلك لم تستطع القوات الروسية تحقيق نصر كامل لنظام الأسد حيث بقيت الكثير من المناطق تقع تحت سيطرة القوات التركية وكذلك مناطق واقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية.
وفي آذار/ مارس 2017 أغلقت حكومة موسكو الحدود مع إقليم أبخازيا في جورجيا المجاورة، واحتلت القوات الروسية بعض الجيوب هناك بالإضافة إلى إقليم أوسيتيا الجنوبية، واعترفت بهما جمهوريتين مستقلتين.
ووقع بوتين أيضاً على مرسوم يسمح بتجنيد مواطني أوسيتيا الجنوبية في القوات المسلحة الروسية.
مواجهة الحلف الغربي
من جهته يرى المحلل العسكري العميد محمد الخالد أن “الرئيس الروسي بوتين عاصر انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يشكل قوة عظمى ووصفه بالكارثة وبالتأكيد يحمل الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين المسؤولية عن انهياره ولديه قناعة أن الولايات المتحدة تعتبر روسيا هي العدو الجيوسياسي لها”.
كما أضاف في حديثه: “من خلال تصريحات بوتين نجد أن سياسة الانكفاء وعدم خوض الحروب سوف تؤدي إلى وصول الحرب إلى الداخل الروسي ولمنع تكرار تجربة الاتحاد السوفياتي يسعى الرئيس الروسي إلى نقل الحرب إلى خارج حدود البلاد”.
وأشار الخالد أن “كل الحروب السابقة لروسيا كانت تُعتبر بشكل وبآخر غير مهمة للغرب، من سورية حتى الشيشان وأبخازيا ولكن هجوم بوتين على أوكرانيا التي تُعتبر خط الدفاع الأول عن حدود الاتحاد الأوروبي ودول الناتو ربما ستكلف الرئيس الروسي هذه المرة غالياً”.
وفي 9 كانون الثاني/ يناير من العام الجاري أعلنت روسيا عن تدخُّل وحدات عسكرية تابعة لها ضِمن القوات التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، بالتزامن مع حديث السلطات الكازاخية عن عودة الاستقرار إلى المناطق المضطربة في البلاد بعد احتجاجات شعبية ضد الحكومة الكازاخية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها المُشارِكة في مهمة هذه المنظمة بدأت تنفيذَ العمليات المُوكَلة إليها المتمثلةِ في حماية المنشآت الحيوية والبِنْية التحتية الرئيسية في كازاخستان، ومساعدةِ أجهزة إنفاذ القانون الكازاخية في استعادة الاستقرار ثم انسحبت بعد عدة أيام عقب القضاء على الاحتجاجات.
ومع بداية عام 2022 بدأت قوات الجيش الروسي هجومها على أوكرانيا بذريعة نزع أسلحتها وخشية من انضمامها لحلف الناتو الذي ينوي التقدم شرقاً باتجاه الحدود مع روسيا.
وبدأ الهجوم الروسي بمشاركة بيلاروسيا والشيشان حيث تم استهداف المواقع العسكرية للقوات الأوكرانية والتقدم في الكثير من المواقع، ولكن مع اليوم الثاني للمعركة استطاعت القوات الأوكرانية امتصاص الصدمة وتكبيد الرئيس بوتين الكثير من الخسائر.
وقامت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة للقوات الأوكرانية وفرضت عقوبات قاسية على روسيا أدت لانهيار الروبل الروسي وطرد روسيا من عدد من المسابقات والفعّاليات الثقافية.