فشلت المبادرة الروسية لإنهاء حالة التوتر بين الفلّاحين وعشائر البدو من أبناء بلدة "القريّا" بريف السويداء لحل الخلافات بينهم.
وكان مركز المصالحة الروسية في دمشق، قد اقترح مبادرة بعد عقده سلسلة لقاءات مع ممثلين عن فلاّحي بلدة القريّا، وممثلين عن عشائر البدو، خلال شهر نيسان/أبريل الحالي، وكانت تنص على حضور الطرفين الاجتماع في مركز المصالحة الروسية، والتفاوض على إنهاء الملف دون قيدٍ أو شرط.
وقامت مجموعة من الفصائل المسلحة المشكلة من أبناء بلدة القريّا، بتفويض "مهند زيد الأطرش" لمتابعة ملف "القريّا"، وتمثيلهم في أي مفاوضات قد تحصل.
ورفض "مهند الأطرش" وهو أحد وجهاء البلدة، وابن شقيق "سلطان باشا الأطرش"، المبادرة الروسية، متمسكاً بشروط أهالي البلدة.
من جهة أخرى، شكّل عدد من السكان في بلدة "القريّا" في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء جنوبي سوريا، فصيلاً عسكرياً محلياً، بهدف حماية البلدة من اعتداءات ميليشيا "حزب الله" اللبناني وأذرعه في المنطقة.
ومن دوافع تشكيل الفصيل؛ غضب السكان المحليين من الرعي الجائر الذي يقوم به أشخاص من "البدو" يقطنون محيط البلدة، والذي يعتبره أهالي "القريّا " تهديداً للأمن الغذائي بمنطقتهم.
وعلمت "نداء بوست" من مصادر خاصة أنَّ التشكيل المحلي باشر مهامه، إذ قام بتثبيت النقاط العسكرية والكمائن في الأراضي الزراعية بمحيط البلدة.
ويسعى التشكيل الذي يحضى بدعم كامل من سكان البلدة ووجهائها، إلى منع عمليات الرّعي الجائر في الأراضي الزراعية في البلدة، أو الاعتداء على فلّاحيها.
وخلال الأسابيع الماضية، نشبت خلافات بين أهالي "القريّا" من جهة، وعشائر بدو "القريّا"، أدّى بعضها إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، وإصابة مزارعٍ وحرق جرار زراعي.
وخلال الشهر الجاري اجتمع وفد روسي مع عشائر بدو "القريّا"، بحضور ممثلين عن "الفيلق الخامس" في مدينة بُصرى الشام بريف درعا، بعد أسبوع من اجتماع الوفد الروسي مع ممثلين عن فصائل وفلّاحي القريّا، بهدف حلّ الخلاف بين الطرفين، إلا أنَّ الاجتماعين لم يفرزا أيّ حلول.