نداء بوست – أخبار سورية – نيويورك
أكد الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عَبْر الحدود، ما زال ضرورياً.
وقال غوتيريش في تقرير قدمه يوم أمس الثلاثاء لمجلس الأمن: "في هذه المرحلة، لم تبلغ القوافل عَبْر خطوط الجبهة وحتى المنتشرة بشكل منتظم، مستوى المساعدة الذي حققته العملية العابرة للحدود عند معبر باب الهوى بين سورية وتركيا".
وشدد الأمين العامّ على أن "المساعدة عَبْر الحدود تبقى حيوية لملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غربي سورية".
وتطرق غوتيريش في تقريره عن مشروع للأمم المتحدة لعمليات إنسانية عَبْر خطوط الجبهة للوصول إلى إدلب، موضحاً أن "هذه الخطة، إذا تم تنفيذها، ستجعل العمليات عَبْر الخطوط الأمامية أكثر قابلية للتنبؤ وأكثر فاعلية".
وأضاف: "بينما ما زالت إدلب تشهد أعمال عنف تتمثل بضربات جوية وعمليات قصف، يحتاج حوالَيْ 4.5 مليون شخص في سورية إلى مساعدة هذا الشتاء، بزيادة 12% عن العام السابق، بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا".
ويوم الخميس الماضي، أدخلت الأمم المتحدة قافلة مساعدات إنسانية إلى محافظة إدلب، عَبْر معبر "سراقب" الخاضع لسيطرة النظام السوري بالريف الشرقي.
وقال مراسل "نداء بوست": إن قافلة مؤلفة من 14 شاحنة، تحوي 12 ألف سلة غذائية، دخلت عَبْر نقطة "الترنبة" غرب مدينة "سراقب"، وتوجَّهت بعد ذلك نحو معبر "باب الهوى".
ومنعت "هيئة تحرير الشام" المسيطِرة على المنطقة الصحافيين والإعلاميين من تغطية دخول القافلة، لأسباب مجهولة.
وفي 30 آب/ أغسطس الماضي، دخلت ثلاث سيارات تحمل مساعدات إنسانية إلى محافظة إدلب قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري عَبْر معبر "ميزناز" غربي حلب.
وحينها برّرت حكومة "الإنقاذ" هذه الخطوة بأنها تأتي في إطار نقل مستودعات لبرنامج الغذاء العالمي من حلب إلى إدلب، ونفت أن يكون دخول هذه السيارات تمهيداً لفتح معبر إنساني مع النظام السوري.
وفي تموز/ يوليو الماضي وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عَبْر معبر "باب الهوى" مدّة 12 شهراً، تُقسَّم إلى مرحلتَين: الأولى ستة أشهر تُمَدَّد بناءً على طلب الأمين العامّ للأمم المتّحدة.
وقبل تمديد التفويض، طالبت روسيا بإدخال المساعدات إلى منطقة الشمال الغربي عَبْر خطوط التماسّ مع النظام، وهو ما رفضته المنظّماتُ العاملة في المنطقة وعددٌ من الدول الفاعلة في الملف السوري على رأسها الولايات المتّحدة.
وتزعم روسيا أنّ النظام قادر على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقِّيها في إدلب التي تضمّ أكثر من 1300 مخيّم يقطنها أكثر من مليون نازح.
وتحدث العديد من المنظّمات الحقوقية الدولية عن استغلال النظام السوري لملفّ المساعدات الإنسانية في معاقبة المناطق الثائرة ضدّه، كما فعل في الغوطة الشرقية بريف دمشق وريف حمص الشمالي، وحذّرت تلك المنظّمات من تسليم ملفّ المساعدات في إدلب إلى النظام.