نداء بوست – عبد الله العمري – الحسكة
يعتمد الكثير من أهالي قرى ريف الحسكة الجنوبي، على طرق بدائية لإكساء منازلهم الحجرية، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار موادّ البناء الذي تشهده مناطق شمال شرق سورية.
وقال مراسل “نداء بوست” في الحسكة: إن أهالي قرى جنوب الحسكة عمدوا إلى استخدام ما يسمى “الجص الديري”، وهو نوع من الصخور البيضاء التي يتم جلبها من محيط جبل عبد العزيز في الحسكة، ومن ثَم يتم حرقها وطحنها لاستخدامها في إكساء المنازل.
ويقول حسن العلاوي، صاحب إحدى الورش التي تعمل بجلب الجص الديري، لموقع “نداء بوست”: إن “تكلفة نقل الشاحنة الواحدة من جبل عبد العزيز حتى قرية الغرب جنوب الحسكة، تتراوح بين 150-200 ألف ليرة سورية”.
ويضيف قائلاً: “إننا بشكل يومي نحتاج إلى أربع نقلات من هذه المادة، التي تأتينا على شكل صخور ضخمة ومن ثَم نبدأ طحنها وتحويلها إلى قطع صغيرة بواسطة الأيدي العاملة، ما يزيد من تكاليف إنتاجها”.
وبعد عملية الطحن يتم تجميعها في حفرة خاصة، وتبدأ عملية حرقها عن طريق إشعال النيران في مكان مخصص أسفل الحفرة.
وتابع العلاوي قائلاً: “تحتاج كل عملية حرق بحدود 20 برميلاً من مادة المازوت، التي ارتفع سعرها بعد قرارات قسد الأخيرة برفع أسعار المحروقات، والتي رفضت أساساً تزويدنا بها بالسعر المدعوم، كون الورشة غير مرخصة بشكل رسمي لدى مؤسسات قسد بحسب زعم مسؤوليها”.
بدوره قال أحمد العلي، صاحب إحدى الورش التي تعمل في إكساء المنازل، لموقع “نداء بوست”: “نقوم بتعهُّد عمليات إكساء المنازل، وشراء أكياس الجص الديري من الورش التي تقوم بتصنيعها، بمبلغ يتراوح بين 5-6 آلاف ليرة سورية للكيس الواحد.
وتبلغ تكلفة إكساء المنزل الواحد بين 400- 600 ألف ليرة، حسب مساحة المنزل، بينما تبلغ تكلفة إكسائه بالأسمنت بين مليون ونصف إلى مليونَيْ ليرة سورية، حيث إن سعر الكيس الواحد من الأسمنت، وصل إلى 28 ألف ليرة سورية إنْ توفَّرَ.
يُشار إلى أن أهالي قرى ريف الحسكة الجنوبي، يعانون من أوضاعٍ معيشيةٍ صعبةٍ في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها المنطقة الشرقية، مع انعدام فرص العمل؛ كون أهالي المنطقة يعتمدون بشكلٍ أساسي على تربية المواشي، التي تراجعت كثيراً نتيجة موجة الجفاف التي ضربت المنطقة خلال العامين الماضييْنِ.